عندما كنتُ طفلةً في بداية المدرسة رغبتُ بأن أصبح طبيبة أرتدي البياض كروح الأطباء أعالج الأطفال المرضى دون أن يبكوا كاحساس طفلة تمثل دوراً مع قريناتها، ففي الصف الخامس انجذبتُ للعلوم وزراعة النباتات الصغيرة وتدرجت الأحلام إلى أن أكون كل شئ؛ لكني انجذبت لمهنة التعليم .. وسار قطار عمري ولا أذكر حلمي مرت الايام والسنوات وجاء الوقت الذي نحصد ثمار ذلك كله من جد واجتهاد ووجدت حلمي .
ها هو وقد اكتمل مشواري بعدما كُلل بالنجاح رغم الصعاب ؛ فلله الحمد ملء الكون على فرحة قلبي يالهُ من شعور جميل أنتظرته منذ سنوات، والآن أراه يتألق أنجماً براقة في سماء عينيّ، ففي هذه السنة سيُتوج اسمي على منصة التخرج والاسم ” خريجة” تعبت وسهرت، وهان الأمس لأجل حاضر وغد مشرق.
الحلم الذي كان يرفرف كما الطير منذ طفولتي قد اكتمل وحلّق عالياً.
لقد بدأنا قبل أربع سنوات وواجهتنا أيام صعبة ومراحل فيها تعب وسهر ومشوار طويل والآن مرت هذه السنوات كلمح البصر.
وأيام عشناها؛ لن ننساها ،ستبقى خالدة في أذهاننا، فها نحن اليوم نقترب من الانتهاء وستدق الساعة مُعلنةً نهاية المطاف ،والمشوار وبقي القليل على الوداع !
لن أنسى دعوات والدتي وهي تضع يدها بيدي إلى أن تخطيت هذه المراحل الدراسية،ووصلت لنهاية المشوار، شكراً لك والدتي .. شكرا على كل دعوة وهبتيني إياها
شكرا على وقفتك وتعبك وسهرك معي، شكرا لأنك جعلتيني أكمل تعليمي شكرا لأنك بَنيتي معي مستقبلي وآمنتِ بحلمي شكرا لأنك أمي ، وكلمة شكرا قليلة في حقك،لا تبلغ قمة سخائك تتصاغر دون عطائك ، فأدعو ربي أن لا يخليني منك ويجعلك تاجاً على راسي .
ها أنا الآن يا أمي صغيرتك التي حققت حلمها ورفعت رأسك، أهديك هذا النجاح بقلمي المتواضع .
شكر لكل من دعمني وساندني لأبلغ هذه المرحلة بدعوة نقية، وكلمة حلوة اعطتني حافزا لأنمي موهبتي وأكمل تعليمي ، شكراً لك يارب على هذه اللحظات الجميلة التي اقتربت على الانتهاء بحلوها ومرها .
وقفات من الذاكرة مع صديقاتي ؛ لحظات أشبه بالفراق ، دموع ، مشاعر مختلطة ما بين فرح وحزن ، فراق صديقات لم تلدهن أمي .
أساتذتي الأفاضل يا شعلة العلم، ومنهل المعرفة ؛ لن ينسيني الفراق إياكم، فنحن ندين لكم بالنجاح ، أنتم يامن تعبتم أجلنا، وفرحتم لفرحنا، ووضعتم أسس التوجية، ولبنات الإرشاد لنيل الدرجات، واستحقاق تعب المشوار .
كُليتي”كلية الاتصال والإعلام” لن أقول: وداعاً لأجمل لحظات قضيتها في رحابك، لا أود الفراق ولا أود الرحيل ولكن الحياة تُجبرنا على ذلك فهذا قدر مكتوب لنكمل الدرب.
شكراً يا جامعتي يامن صنعتي موهبتي من خلال القدرة على الكتابة والقلم،و رسمتي لي خطوط الهدف، ورعيتي طموح الوصول.
لقدصنعتي مني إنسانة طموحة تكافح من أجل تحقيق حلمها.
كم أنا؛ فخورة بأنني جزء من هذه الكلية وابنتها التي جعلت منها شيئاً مهماً فخورة لكوني من خريجات قسم الصحافة .
الجامعة محطة جميلة نسجت فرحتها بثوب التخرج وما زال هناك المحطات تتوالى للرفعة والمجد أرجو من الله أن يكون لنا لقاء آخر ، يجمعنا في محطات أخرى، وأن أُكمل ما بقى لي من دراسات عُليا، وأدعو الله أن يوفق كل من رافق مسيرتي لبناء حياتي ، و إلى اللقاء
” إنها البداية “
عتبات التخرج تنتظر زفات خريجة وصلت لليوم المنتظر بفضلٍ من الله، ثم دعواتكم الخالصة.