لقد كتبت مراراً وتكراراً عن أن الإشراف والمشرفين سبب رئيسي في تعطيل العمليتين التعليمية والتربوية وهدر للمال والوقت ومما زادني إصراراً على رأيي هو قيام مكاتب للتعليم ليس لها أي فائدة سوى أنها مقر لتجمع المشرفين ومسرح للاجتماعات وتبادل الحديث وغير ذلك ليس لها جدوى حيث أن انطلاقتهم من بيوتهم وحتى التنسيق فيما يخص المدارس مع التعليم ليس لهم علاقة فيه ، بل أن صلاحيات مدير المدرسة أو القائد المدرسي كما يحلو للبعض تسميته تفوق صلاحيات المكتب من حيث مخاطبة إدارة التعليم في الأمور الفنية والتعليمية والتربوية والإدارية وتعليق الدراسة وقت الطوارئ ومع ذلك نجد بعض المدن أو المحافظات فيها مكاتب تعليم متعددة للبنين وكذلك للبنات وهذا هدر للمال إن كانت مباني مستأجرة وكذلك استهلاك لمباني حكومية يفترض أن تقوم مكانها مدارس لتخفيف الأعباء والزحمة على الطلاب والمعلمين كما أن عمل المكاتب يحدث ربكة في التعليم بتفريغ المعلم لعمل الإشراف ويزيد عدد المشرفين مع أن الإشراف إذا أنحصر في مكان واحد يقل عدد المشرفين والعمل واحد لا يختلف طبعاً ما ذكرت سابقاً يخص المكاتب داخل المدن أما المكاتب في القُرى والهجر والمراكز الصغيرة فهذه لا بد منها لأنها تمثل إدارة التعليم إن فُعلت كما يجب وطُبق بها كل المعايير والأنظمة.
نعم نحن بحاجة لإعادة النظر في قيام هذه المكاتب لأن الغالب على قيامها والعمل فيها هو الإشراف كما كانت سابقاً بمسى مركز الإشراف التربوي وهذا الأمر ليس بحاجة لافتتاح هذه الأعداد الهائلة من المقرات لتكن وحدات إشرافية هذا إن كان وجود الإشراف شيء ضروري مع أنني قد كتبت فيما قبل عن الإشراف وما يسببه من خلل وفجوة في التعليم وهو ضغط نفسي على المعلمين وإدارات المدارس وأحياناً يصل الأمر إلى حد التسلط والتغطرس في فرض الأوامر وتطبيق الأنظمة والقرارات.
طبعاً الواقع التعليمي ليس بحاجة لمنسق بين المدارس وإدارات التعليم يفترض ربط المدارس بالإدارة دون المكاتب لأن هيكلة المكاتب نسخة مصغرة من إدارات التعليم ولكن ليست مفعلة كما يجب إلا كعمل إشرافي فقط أما شئون المعلمين وشئون الطلاب والشئون الإدارية والمالية والموارد البشرية فهناك تعارض وتضارب بين عمل المكاتب والإدارات القائمة في إدارة التعليم.
أخيراً :
هناك واقعة استحثتني للكتابة مجدداً في الإشراف وهي أن المشرفين أحياناً يهرفون بما لا يعرفون فقد حصل أن تعطل التيار الكهربائي في مدرسة ما ومر مشرف من جوار المدرسة وهو كان في زيارة لمدرسة أخرى وهذه المدرسة ليست من مهامه فاسترق النظر ورأى خروج الطلاب مع أولياء الأمور ووجود المعلمين والإدارة في فناء المدرسة فبادر بالاتصال على مكتب التعليم من باب شوفوني أنا مهتم ومتابع فياليت تضعوني في الحسبان وأبلغ المكتب بالحالة التي شاهدها ولم تسول له نفسه بأن يترجل عن سيارته ويشهد الواقعة عن قرب صوت وصورة ويسأل أهل المكان عن الحال والأحوال ولا يعلم أنه بهذا التصرف الأهوج أثار أمر ليس من شؤونه وإنما كانت إدارة المدرسة على حق وتصرفها ينم عن دراية ومعرفة بمهاهم وعملهم حيث حصل عطل للكهرباء ومن صلاحيات القائد تعليق الدراسة حفاظاً على سلامة الطلاب.