رعى أمير المنطقة ألشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود مساء يوم أمس الأربعاء حفل الاحساء بمناسبة اختيارها عاصمة للسياحة العربية 2019 والذي نظمته المنظمة العربية للسياحة بقصر المؤتمرات بفندق الاحساء انتركونتنتتال بحضور محافظ الاحساء صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي ال سعود ومعالي رئيس منظمة السياحة العربية الدكتور بندر بن فهد ال فهيد وعدد من الأمراء ووزراء السياحة والقناصل بالدول العربية، ونخبة من رجال الفكر والثقافة لى مستوى المملكة والوطن العربي.
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود في كلمته بهذه المناسبة بأن حكومة المملكة العربية السعودية منذ تأسيس هذه الدولة على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان قامت وتقوم بعملية شاملة مستمرة لبناء تنمية مستدامة في شتى مجالات الحياة، تغطي مناطق المملكة كافة بمحافظاتها ومراكزها وهجرها وقراها، والمستهدف الأول في هذه التنمية الشاملة هو الإنسان السعودي لتحقيق الرفاه له ولمن يقيم معه على هذه الأرض الطيبة من الأشقاء والأصدقاء ، لينعم الجميع بحياة كريمة آمنة مطمئنة.
وأضاف سموه بأننا اليوم نحتفي بتسجيل واحة الأحساء أرض الكرم والثقافة والشعر والأدب، والنخيل الباسقات، وصدق الانتماء والولاء للأرض والقيادة (عاصمة للسياحة العربية للعام ٢٠١٩م)، وكلنا تقدير وامتنان لأصحاب المعالي وزراء السياحة العرب الذين اتخذوا هذا القرار، ولاشك أن الأحساء جديرة بهذا الاختيار لما حباها الله به من مقومات سياحية أهلتها لتنال هذا الاستحقاق على مستوى السياحة في وطننا العربي، ولما لها من إرث حضاري ثقافي منذ عصور قديمة، فهي من أكبر وأشهر واحات النخيل الطبيعية في العالم؛ إذ أنها تحتضن أكثر من ثلاثة ملايين نخلة منتجة لأجود أنواع التمور، وغير ذلك من المنتجات الزراعية، والحرف التراثية والمنسوجات الحضارية المتميزة، فضلاً عن الموقع الجغرافي والتاريخي المهم الذي تتفرد به، مما أهلها لتكون صلة الوصل بين الحضارات القديمة منذ آلاف السنين، الأمر الذي استحقت معه الواحة وبجدارة أن تسجل في قائمة التراث الإنساني العالمي (اليونيسكو) بتاريخ 15 شوال 1439هـ (الموافق 29 يونيو 2018م)
وأكد سمو الأمير سعود بأن ما تحقق للأحساء من الإنجازات في مجالات الحياة المتعددة على مستوى مشاريع التحديث والبناء العملاقة التي نفذتها وتنفذها الدولة انما هو بتوفيق الله وفضله ثم بدعم الدولة السخي وجهود المخلصين من أبناء هذه المحافظة.
وقد بدء الحفل بالسلام الملكي ثم تلى القارئ عمر بن احمد الدريويز ما تيسر له من أيات الذكر الحكيم.
زيادة نسبة سواح الاحساء إلى 30%
وأكد معالي رئيس منظمة السياحة العربية الدكتور بندر بن فهد ال فهيد في كلمته بأن تتويج الاحساء كعاصمة السياحة العربية لعام 2019 م ما كان يتحقق لولا الرغبة الاكيدة لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية، ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز أبان توليه رئاسة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني حيث حقق العديد من الانجازات على المستوى المحلى والإقليمي والعالمى، حيث ان الاحساء تذخر بتطور في شتى المجالات كغيرها من محافظات ومناطق المملكة وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم لفضل ورعاية ودعم قيادة هذا الوطن الغالى وعلى رأسها سيدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولى عهده الأمين –حفظهما الله-.
وأضاف الدكتور آل فهيد بأن أبرز المعاير التي اجتازتها الأحساء لتتويجها كعاصمة للسياحة العربية لعام 2019 هي: الإدارة السياحية في المدينة، البنية التحتية للسياحة، الموارد السياحية، تنوع الأنماط والأنشطة السياحية، الحفاظ على البيئة وحمايتها، الاستجابة للمستجدات السياحية التي تدل على مدى اهتمام المدينة بالسياحة، الامن والاستقرار، الارث الحضاري والتاريخي والنتائج المرجوة من السياحة بالمدن العربية، والتي تأتي ضمن برنامج اختيار عاصمة السياحة العربية الذي يعتبر أحد أهداف المنظمة التي اعتمدت وأقرت من قبل المجلس الوزاري العربي للسياحة لخلق التنافس بين المدن العربية لتنميتها وتطويرها ولتنشيط السياحة البينية العربية لمواجهة ظروف المنافسة المحلية والدولية من خلال رفع مستوى جودة الخدمات السياحية في المدن.
مشيرا إلى أن قطاع السياحة يدعم عالميا بشكل مباشر ما يقارب من 112 مليون وظيفة، وأما الدعم غير المباشر للتوظيف فيتمثل فيما يقارب 283 مليون شخص يستفيد من قطاع السياحة، أي وظيفة من كل 11 وظيفة في العالم وفى الدول العربية يساهم القطاع السياحي في التوظيف المباشر بما يقارب من 10 ملايين شخص، ويشكل ما نسبته 12% من إجمالي الوظائف في الدول العربية.
ونوه الدكتور بندر بأن الهدف من منح لقب عاصمة السياحة العربية هو لتسليط الضوء على المدينة الفائزة بما تحتويه من امكانيات سياحية وتراثية وحضارية تسمح لها في دفع عجلة قطاع السياحة حيث أن العاصمة التي يتم اختيارها تعمل معها المنظمة لتنفيذ العديد من الفعاليات والبرامج والانشطة لتحقق الكثير من العوائد الاقتصادية من خلال زيادة عدد السواح اليها والتي تصل بنسب تتراوح ما بين 25% إلى 30% والتي يتم استقطابهم من خلال إقامة المهرجانات والفعاليات المصاحبة لهذا الحدث.
وزف معالي رئيس المنظمة في ختام كلمته فوز مدينة صلالة عمانية كعاصمة للمصايف العربية الذى سيكون بينها وبين الأحساء توأمة لتنفيذ العديد من الفعاليات والبرامج على مدار عام ٢٠١٩
فيلم السياحة العربية
وبعد ذلك شاهد حضور الحفل أبرز المعالم السياحية والمواقع التراثية في الدول العربية من خلال العرض المرئي الذي أعدته منظمة السياحة العربية.
استيفاء الأحساء لمعايير المنظمة
نقل الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية السفير الدكتور كمال حسن علي في كلمته تحيات وتهنئة معالي أمين عام جامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط بمناسبة تتويج الاحساء عاصمة للسياحة العربية من قبل المنظمة العربية للسياحة في إطار المجلس الوزاري العربي للسياحة.
وقال بأنه لمن دواعي سروري وفخري، أن أشارك معكم ضمن هذا الجمع في فعاليات احتفالية التدشين اختيار مدينة الأحساء عاصمة السياحة العربية لعام 2019 بعد أن وقع عليها اختيار المجلس الوزاري العربي للسياحة في دورته (21) فــي ديسمبر 2018، وذلــــك بعد استيفائها كافة المعايير والاشتراطات التي أعدتها المنظمة العربية للسياحة واعتمدها المجلس الوزاري العربي للسياحة وهنا لا بد وأن أشيد بجهود صاحب السمو الملكى الامير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز أبان توليه رئاسة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطنى لدعمه المتواصل لانجاح العمل العربى المشترك من خلال المنظمة العربية للسياحة ولدعمه ترشيح الاحساء وتتويجها كعاصمة للسياحة العربية لعام 2019م. كما أوجه الشكر إلى أخي معالى الدكتور بندر بن فهد آل فهيد رئيس المنظمة العربية للسياحة على تفانيه واخلاصه في خدمة منظومة السياحة العربية بمجالاتها المتعددة، ومنها ما نحن بصدده اليوم من اختيار عاصمة السياحة العربية، فالمنظمة هي التي اشرفت على إعداد معايير لجوائز الجودة السياحية العربية في مجالات عدة، منها اختيار عاصمة السياحة العربية، وذلك لنشر الوعى بأهمية الجودة السياحة العربية، وتحفيز المنشآت السياحية المختلفة على تطبيق المؤشرات العربية للجودة السياحية لرفع قدراتهـــا التنافسية العالميــة في إطار من الشفافيـــــة العادلــــة وبإشـــراف هيئــة تحكيـــم يشكلها المجلس الموقر من الخبراء السياحيين في هذا المجال.
وأكد الدكتور كمال بان اختيار الأحساء عاصمة للسياحة العربية لعام 2019 لم يأت من فراغ، فقد سبق أن تم إدراج وتسجيل مدينة الأحساء ضمن قائمة التراث العالمي عام 2018 من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وهو مبعث فخر لنا نحن العرب، وذلك لقيمتها الحضارية، وما لها من مكانة تاريخية وثقافية وسياحية على المستوى العالمي لكونها تتميز بأنها واحة صحراوية بها العديد من المباني الأثرية العريقة والمتنزهات الخضراء، ومعالمها الطبيعية الخلابة من جبال وبحيرات، وكان مبعث فخر لنا أيضاً أن أطلقت عليها هيئة الأمم المتحدة لقب (أكثر مدن العالم إبداعاً) لتميزها في مجالي الحرف اليدوية والفنون الشعبية، وكذلك ما يدعونا إلى الانبهار أن بها ما يربو على ثلاثة ملايين نخلة تنتج أفضل أنواع التمور في العالم.
أسميك أمي
وبعد ذلك استمع الحضور إلى قصيدة أسميك أمي القاها الشاعر جاسم بن محمد الصحيح.
الأحساء بعيون عربية
بعد ذلك شاهد الحضور اوبريت بعنوان (الاحساء بعيون عربية) من تأليف سلطان النوه واشعار عبدالله الخضير ومن الحان عمر الخميس واخراج علي الغوينم، ويتحدث الاوبريت هن أهمية الاحساء ومركزها الثقافي والفني والاثري والعلمي وبشهادة مبدعين عرب من مختلف العصور زاروا الاحساء وتعرفوا عليها عن قرب، ويجسد الاوبريت 6 شخصيات (الباحث- الإعلامي- ابن بطوطة- الدكتور غازي القصيبي- الدكتور احسان عباس- الدكتورعبدالفتاح الحلو) بإشراف جمعية الثقافة والفنون بالاحساء، بالإضافة إلى مشاركة مجموعة من الفرق الاستعراضية التي تشكل موروث كل من بلاد المغرب العربي والشام ومصر والاحساء
تكريم الداعمين
بعد ذلك كرم راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود الحفل الداعمين للحفل وهم: مؤسسة المديد للمقاولات، فندق الكوت التراثي، فندق الاحساء انتركونتننتال، كما تم تكريم خالد بن احمد الفريدة مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمناسبته تقاعده.
مفتاح السياحة العربية
وقبل نهاية الحفل سلم معالي رئيس منظمة السياحة العربية الدكتور بندر بن فهد ال فهيد مفتاح السياحة العربية لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وذلك تقديراً وعرفاناً من المنظمة لجهود سموه ودعمه لقطاع السياحة بالمنطقة الشرقية.