تعد الخلافات الزوجية جزءا طبيعيا من الحياة الزوجية الصحية، فلا يمكن توقع اتفاق شخصين على كل شيء طوال الوقت لا بد هناك من اختلافات تثير صراعات يمكن حلها بطريقة صحيحة فتحقق نجاحا يغير مجرى الأمور في حياة أي زوجين.
ما أسباب الخلافات الزوجية؟
تنشأ الصراعات الزوجية نتيجة للاختلاف حول القيم أو الدوافع أو الأفكار والتصورات أو الرغبات، وقد تبدو تلك الاختلافات تافهة لكنها تثير مشاعر قوية لدى كل طرف فتكبر وبعد أن كانت تافهة تصبح جوهرية، وغالبا ما تكون الحاجة إلى الشعور بالأمان والاحترام والتقدير هي أساس المشكلة، لكن تلك الحاجات تختفي وراء شجار حول وضع الأطباق في مكانها الصحيح أو شراء متطلبات المنزل مثلا.
اختلاف الاحتياجات
يريد كل طرف من شريكه أن يفهم حاجته إلى التقدير والدعم والرعاية والامان، وهذه الأخيرة بالذات تخلق بعضا من أشد التحديات في العلاقات الزوجية لأنها تكشف التعارض بين الحاجة إلى السلامة والاستمرارية في مقابل حب الاستكشاف والمغامرة.
كيف تتجنب الخلافات؟
هل تخشى الصراعات وتحاول تجنبها بأي ثمن؟ يجب ألا تتعامل مع مشكلاتك بحسب خبراتك في مراحل حياتك السابقة، فقد تتسبب ذكريات الطفولة المؤلمة في أن تصيب إدراكك الحقيقي للصراع بالتشوش، وفي تلك الحالة ستزداد المشاكل سوءا، ورغم أن التعامل بشكل صحي في المشاكل الخاصة أمر صعب، لكنه ليس مستحيلا.
إدارة المشاكل بشكل جيد والاستجابة الصحية للصراع تتلخص في القدرة على إبداء التعاطف مع وجهة نظر الآخر، والتحلي بالهدوء والاحترام وتجنب ردود الفعل غير الدفاعية، ومحاولة البحث عن حل وسط يرضي الطرفين مع الاستعداد الكامل للغفران ومسامحة الآخر ونسيان المشكلة برمتها حال انتهائها والانتقال لممارسة الحياة الطبيعية دون حمل مشاعر الغضب والاستياء في الذاكرة، مع الأخذ في الاعتبار أن مواجهة المشكلة هو أفضل حل للشريكين، لأن الخوف من مواجهتها أو تجاهلها لن يحل الأمر وستكون النتائج سيئة.
على الجانب الآخر هناك ممارسات غير صحية تماما، وينبغي تجنبها للوصول إلى حل أمثل في أي مشكلة، أشهر الأمثلة على ذلك هي ردود الأفعال الانفعالية السريعة المتفجرة والتي تحمل أذى وضغينة، والتي بمجرد فعلها يتصاعد الصراع لمستوى أكثر عنفا ويترتب عليه عواقب وخيمة.
ويترتب على التصرف بتلك الطريقة الدفاعية إشعار الآخر بعدم قدرة شريكه على رؤية جانبه الجيد، وربما الشعور بالخوف، فتبدأ مشاعر الحب بالتلاشي ما يؤدي إلى الرفض والعزلة وفضح أسرار الحياة الزوجية بين الأقارب والأقران.
والاستمرار في مزاولة تلك الطريقة في إدارة الصراعات الزوجية لا يبشر بخير أبدا، لأنها تمتص طاقات الزوجين في القدرة على احتمال مصاعب الحياة، وبدلا من التمسك بالعيش معا لتخطي الصعاب يبدأ كل شخص في رسم خطط للهرب حتى يبدو الانفصال هو الحل في نظر الزوجين.
أما السلوك الصحي في التعامل مع المشكلات الزوجية فهو رغم صعوبته لتطلبه أقصى درجات ضبط النفس فهو يمهد لحياة أكثر استقرارا وسعادة، حيث يخرج الشخص من المشكلة وقد ازداد فهمه للآخر، وتعمقت ثقته به فتقوى العلاقة وتكتسب صلابة بحيث لا تؤثر فيها النزاعات التافهة والدائمة حول مكان تعليق المناشف، أو طريقة تناول الحساء