تحتضن محافظة الطائف التي تتربع على قمم جبال السروات أكثر من الفاء مزرعة للورد منتشرة في منطقتي الهدا وبلاد طويرق والشفا ووادي محرم وجنوب الطائف والحوية والسيل وينتج الورد الجوري ذات الرائحة العطرية المميزة في جميع مناطق الطائف التي اشتهرت منذ زمن بعيد وحتى وقتنا الحالي بزراعة الورد حتى ارتبط اسمه باسمها وبات يعرف باسم الورد الطائفي وأصبح حدث مهم بمدينة الطائف يقام له مهرجان خاص يبدأ تزامناً مع موعد حصاد الورد في أواخر مارس / آذار حتى أوائل أبريل /نيسان وذلك بهدف التعريف بالورد ومراحل قطفه وتقطيره وبالتالي الإسهام في تنشيط الحركة السياحية الداخلية.
مع بداية قطف الورد الطائفي وفي صباح يوم الأربعاء الثاني والعشرون من جمادى الآخر 1440هـ تجولنا نحن وبعض المهتمين بهذا الشأن في مزارع الورد الطائفي ببلاد طويرق وركزنا في الجولة على مزرعة الأستاذ خلف الطويرقي لأنها تعتبر أول مزرعة يبدأ فيها الإنتاج قبل مزارع الهدا والشفاء وتنتج ما يقارب من تسعة آلاف إلى عشرة آلاف ورده يومياً ، هذا اليوم هو اليوم الرابع من بداية إنتاج الورد في المزرعة الذي يبدأ في فصل الربيع من كل عام وتحديداً في شهري الحمل( مارس وابريل ).
في البداية التقينا الأستاذ/ خلف الطويرقي الذي رحب بالحضور وتحدث قائلاً أن المحافظة تشهد هذه الأيام بداية موسم قطف الورد من قبل المزارعين في مزارع المحافظة والذي يستمر بين 35 إلى 45 يوم حيث يقوم البعض منهم بتسويقه على أشكال ورود مختلفة بالأسواق المحلية فيما البعض الآخر يقوم باستخراج الماء والعطر منه في المعامل المنشاة لهذا الغرض لإنتاج ماء وعطر الورد وتسويقه ليس على النطاق المحلي فقط بل على المستوى الخارجي.
وعن عملية جني الورد وكمية إنتاج العطر في كل عام أوضح الأستاذ خلف أنها تتم بالطريقة التقليدية من الساعة السادسة صباحاً ومن ثم مرحلة التصنيع أو البيع لأصحاب المصانع ولمن لا يمتلك مصنعا حسب السعر الذي يتم الاتفاق عليه بينهما والذي يبلغ ما بين 30 و40 ريالا لكل ألف وردة.
وبين الطويرقي أن صناعة ماء وعطر الورد الطائفي تتم من خلال وضع ما بين عشرة آلاف إلى ثلاثة عشر ألف وردة في القدر الخاص بطبخ الورد ( التقطير ) وإشعال النار تحته فيتجمع البخار الناتج عن الطبخ ويخرج من أنبوب في غطاء القدر إلى إناء به ماء لتبريد البخار حيث يتكثف ومن ثم تخرج قطرات إلى ما يسمى التلقية وهى عبارة عن زجاجة ذات عنق تسع من 20 إلى 35 لتراً وأضاف انه في حالة وفرة المحصول من الورد الطائفي يكون إنتاج العطر ما بين 20 إلى 30 ألف توله سنوياً لجميع معامل الطائف.
وعن تأثير البيئة على الإنتاج أضاف الأستاذ خلف هناك عوامل مؤثرة في زراعة شجرة الورد تتمثل في الماء المالح وملوحة الأرض وزيادة ونقص السماد وتشذيب الشجرة ومدى صلاحية التربة والأحوال الجوية للمنطقة التي تتحكم في السعر عادة وكمية الإنتاج أما في صناعة مائه وعطره فالعوامل المؤثرة فيها هي كمية الماء والورد وشدة لهب النار ونوع إناء الطبخ وتنظيف الغطاء الأعلى.
وأشار إلى أن الورد الطائفي له فوائد كثيرة فهو يقوي القلب والأسنان وإذا خلط بالعسل أو السكر جلي ما في المعدة من البلغم واذهب العفونة وماؤه بارد لطيف بالإضافة إلى انه يزيل الصداع والحساسية كما أن له نكهة طيبة إذا أضيف ماؤه إلى ماء الشرب أو وريقات من الوردة إذا أضيفت إلى الشاي.
وعن ابرز مواسم الورد الطائفي قال أن الورد الطائفي له مواسم تسويق في الصيف ورمضان وعيد الحج لأن رائحته وجودته تعدت حدود العالم العربي وأصبح منافساً للعطور الفرنسية والأوروبية.
الجدير ذكره أن وزارة البيئة والمياه والزراعة كشفت أنها تسعى لرفع إنتاج الورد الطائفي إلى 2 مليار وردة سنوياً وذكرت في حسابها الرسمي على «تويتر»: « يسعى برنامج التنمية الريفية المستدامة الذي بدأته الوزارة إلى تنمية زراعة الورد واستثماره في صناعات تحويلية ورفع إنتاج المملكة من 500 مليون وردة سنوياً إلى 2 مليار وردة سنوياً» ويتزامن هذا مع موسم تقليم وتشذيب الورد الطائفي استعدادا لموسم القطاف الذي يبدأ في مثل هذه الأيام من كل عام.