خلق الله الناس مختلفين في عدة أمور منها : ( اللون والجنس والشكل والدين ..) وحتى في المستوى المادي إلا أن البعض وبسبب جهله يستغل هذا الاختلاف ليُمارس عنصريته على غيره عن طريق التنمر الإلكتروني .
ولفظ التنمر مستخلص من نمر الشخص أي غضب وساء خلقه وتصرف كالنمر ويُعرف بأنه ظاهرة اجتماعية يتسلط فيها شخص على غيره ويتعمّد إيذاءَه بطريقة عدائية متكررة ومع التطور السريع للتكنولوجيا والانتشار الواسع للإنترنت إزداد الأمر سوءًا وأصبح التنمر يُمارس بطريقة مباشرة وغير مباشرة عبر الاتصالات و وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية وحتى الألعاب الإلكترونية ويكون ذلك بإرسال أو نشر الرسائل السلبية المسيئة والتي تتضمن السخرية والكُره والنقد الجارح مستهدفة بذلك تخويف وإذلال الضحية وتشويه سمعته .
وصور التنمر متعددة منها أيضا : (انتحال شخصية الضحية ونشر الإشاعات والأكاذيب عنه، أو تعديل صورة على الإنترنت ونشرها أو استبعاده من مجموعة إلكترونية ) ويمكن أن يصل التنمر إلى درجة ابتزاز الضحية بصوره الخاصة او أسراره في حال امتناعه عن تلبية طلبات المُتنمِّر وقد نقع كثيرًا بشكل غير مباشر في موقف المؤيد للتنمر كأن نقوم بإعادة نشر الصور والكلام على سبيل الفُكاهة، أو الإعجاب بها والتعليق عليها حتى يعتقد المتنمِّر أن ما يقوم به صحيح .
ولكي نُقلل احتمالية تعرُّضنا للتنمر يجب علينا حماية ثلاثة أمور / أولًا : حماية الحسابات الشخصية وعدم مشاركة الرقم السري مع الآخرين، ويُحبذ الابتعاد عن الأرقام السرية البسيطة وتفعيل خصائص الأمان مثل التحقُق الثنائي وتسجيل الخروج من الحسابات في حال دخولها من أجهزة الغير ثانيًا : حماية الأجهزة من الاختراقات بتحميل برنامج موثوق مضاد للفيروسات، وعدم الدخول للمواقع المشبوهة أو تحميل برامج مقرصنة تجنبًا لأي اختراق و وضع ملصق على كاميرا الجهاز في حال عدم استخدامها ثالثًا وهو الأهم : يجب الامتناع عن نشر كل ما يمكن أن يستغله المتنمرين حتى لا نمنحهم فرصة ممارسته علينا .
وقد تصدت حكومتنا الرشيدة لمثل هذه التصرفات بتجريمها عبر نظام مكافحة جرائم المعلوماتية في المادة الثالثة وكذلك عن طريق تطبيق كلنا أمن بالإبلاغ من خلاله عن أي إساءة يتم التعرض لها ويمكن للمستخدم أن يرفق مع البلاغ صورة أو فيديو أو مقطع صوتي يثبت ذلك وفي الآونة الأخيرة عالجت معظم وسائل التواصل الاجتماعي هذه الظاهرة بإتاحة خيار التبليغ عن المحتوى المسيء ومن ثم تعمد إلى حذفه من على الموقع.
طالبة متدربة –كلية الحقوق بجامعة الملك فيصل