ان زيارة المريض لها الفضل الكبير عند الله عز وجل فقد حث النبي صلى الله عليه واله على زيارة المريض وعيادته والاطمئنان عليه والقيام على خدمته وقضاء حوائجه والسهر على راحته وقرن زيارة هذا العبد الضعيف المريض المحتاج للعون والمساعدة بزيارته سبحانه وتعالى .
عن ابي جعفر (ع ) قال : { إذا كان يوم القيامة نادى مناد العبد إلى الله عز وجل فيحاسبه حسابا يسيرا ويقول: يا مؤمن ما منعك أن تعودني حين مرضت فيقول المؤمن: أنت ربي وأنا عبدك، أنت الحي القيوم الذي لا يصيبك ألم ولا نصب فيقول عز وجل: من عاد مؤمنا في فقد عادني ثم يقول له: أتعرف فلان بن فلان، فيقول: نعم يا رب، فيقول له: ما منعك أن تعوده حين مرض أما إنك لو عدته لعدتني ثم لوجدتني به وعنده، ثم لو سألتني حاجة لقضيتها لك ولم أردك عنها } .
فزيارة المريض لها شأن عظيم عند الله عز وجل وتعتبر عيادة المريض بالمجتمع عمل جميل جدا حيث انه يساعد على التكافل الاجتماعي والترابط بين الناس وتقريب القلوب وزيادة المحبة بينهم وتصفية النفوس واخذ العبرة والموعظة وتعزيز التراحم والاحساس بالأخرين ومعاناتهم والوقوف بجانبهم والسعي في قضاء حوائج المريض لها اجر عظيم عند الله عز وجل فالرواية الواردة عن النبي صل الله عليه واله فيها العجب والثواب العظيم عن الجواد الكريم فهي تدعو الى التنافس في خدمة المريض والسهر على راحته والتخفيف عنه معاناة الألم والضيق والتعب والسعي في تلبية طلباته فهنيئا لهم هذا الاجر وخصوصا الطواقم الطبية التي تسهر وتتعب على راحة المريض .
فعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: [من قام على مريض يوماً وليلةً بعثه الله مع إبراهيم خليل الرحمن فجاز على الصراط كالبرق اللامع] .
وللمريض الاجر حتى باقل مرض أو وجع يصيبه ما دام صابرا محتسبا وغير جزوعا ولا هلوعا من مما أصابه فعنه (صلى الله عليه وآله) قال:- { حمّى يوم كفّارة سنة }.
وقد حثت الروايات المريض بأن لا يمنع احد من زيارته فالزيارة لها الدور الفعال في التأثير في نفسية المريض فهي تساعد على التماثل للشفاء السريع للمريض وخصوص عندما يشاهد من يحبهم ويحبونه ويدعون له ويدعو لهم فهذا يعطيه معنويات علية تساعده على تقبل العلاج والتماثل السريع للشفاء فالمريض الذي يكون بالقرب من اهل يكون شفاءه اسرع من المريض يكون بعيد عن أهله و وطنه، فقد ورد عن أبو الحسن (عليه السلام): (إذا مرض أحدكم فليأذن للناس يدخلون عليه فإنه ليس من أحد إلا وله دعوة مستجابة ).
ومع هذا الاجر والحث على عيادة المريض الا انه لها آداب ومستحبات يجب الالتزام بها ومراعاتها واتباعها قبل الزيارة منها :-
– لا تطيل الزيارة عنده فيكفي الاطمئنان عليه والدعاء له بالشفاء والخروج من عنده لكي لا تثقل عليه .
– طلب الدعاء من المريض فهذه سنة مؤكدة فعن ابي عبدالله (عليه السلام): {إذا دخل أحدكم على أخيه عائدا له فليدع له وليطلب منه الدعاء فإن دعاءه مثل دعاء الملائكة } .
– احضار هدية للمريض ولو شيء بسيط يدخل السرور عليه.
– ومن المستحبات الا تزعجه بالكلام وكثرة السؤال عن أسباب المرض والاصابة والعلاجات ولا تفتي له بعلاجات تسمعها من هنا وهناك قد تسبب له انتكاسة مرضية أخرى.
وغيرها من استحباب زيارات المريض و يجب ان تراعي ظروف المرضى تختلف فمن مريض الى اخر يختلف وضعه الصحي فالبض يكون مرضه ودرجة الالام عنده متفاوتة من شخص الى اخر واختلفت الأوضاع حيث مناعة المريض ودرجة تحمله للزوار له فمريض يصاب بدرجة حراره ترهقه وتقلب أوضاعه وقد يكون خارج إرادته من الألم والمعاناة فما بالك ببعض الأمراض كالفشل الكلوي والاورام وجراحات القلب مثلا فإنه يعاني من الجراحات وصعوبة الحركة والتنفس وغيرها من اعراض العمليات فهذا يعيقه من الحركة والاستيعاب والاستقبال للزوار والمصافحة والقيام والجلوس لذلك يترك المريض ليتماثل للشفاء ويستعيد قوته فيكفي الدعاء له بظهر الغيب .
وكذلك يجب مراعاة من يقوم على رعاية المريض فأهل بيته يكونون مشغولون بالمريض والقيام على خدمته والقيام بشؤونه فانهم ينامون معه ويجلسون معه طوال الليل والنهار ويكون عليهم عبء فترة مرضه فكثرة الزيارة وبدون الالتزام بمواعيد محددة تحملهم عبء اخر فوق طاقتهم .
لذلك يجب مراعاة مثل هذه الحالات لأنه لا يعرف ظروف المريض وما هي درجة معاناته التي يمر بها الا هو وأهل بيته والطاقم الطبي المشرف على علاجه ومتابعة حالته الصحية .
امنيتي لجميع مرضى المؤمنين والمؤمنات بالشفاء العاجل.
1 ping