أوضح الدكتور فهد الحسين، الأكاديمي بجامعة الملك سعود، والمتخصص في تراث الجزيرة العربية وعمارتها، أن المملكة العربية السعودية غنية بالأثار الاسلامية والمناطق الطبيعة الخلابة لا سيما مدينة الأحساء التي تعتبر مدينة سياحية متكاملة لما تحتويه من مناطق أثرية هامه ومناطق طبيعية ذات مناخ فريد تمتاز بها .
واشاد الدكتور الحسين خلال لقائة بالإعلاميين والإعلاميات أثناء إستضافته في منصة إعلاميي الأحساء في الأمسية المفتوحة التي أدارها الإعلامي عادل الذكرالله بالدور الفعال الذي تقوم به هيئة السياحة لتنشيط السياحة في المملكة معتبرًا أن ما قدمته الهيئة خلال الأنثى عشر عاما الماضية يعادل ما قامت به دول أخرى في أربعين عام، مشيراً إلى المجهودات التي تقوم بها الهيئة حالياً من تقديم تسهيلات في استخراج التأشيرات وتدريب عدد كبير من المرشدين السياحيين مما ينبأ بمستقبل باهر للسياحة في المملكة.
وأضاف الحسين، أن المرافق السياحية وبنيتها التحتية في المملكة شهدت في الآونة الأخيرة تطور كبير، الا أنها تحتاج المزيد من الدعم ومزيد من الإنفاق على مستوى الدولة ككل لتجهيزها بشكل أفضل لتكون عنصر جذب للمستثمرين بشكل أكبر وموسع ليستثمرو في بنية جاهزة.
وذكر الحسين أن السياحة الداخلية لا ينقصها الكثير لا كنها تحتاج إلى تسويق وتطوير بعض المواقع، وهناك بعض المشاريع الحالية إذا تم تنفيذها ستمثل نقلة نوعية كما طالب بتقديم عروض مبهرة عن السياحة الداخلية وإقامة العديد من النشاطات والفعاليات التي تشجع على مشاركة الشباب الذين يمثلون الجزء الأكبر في المجتمع السعودي.
وقال الحسين، أن وزارة الثقافة تعمل في الوقت الحالي على استثمار المواقع الاثرية بشكل مميز واستغلال الاثار في الانتاج الاعلامي ومن الممكن من خلال تلك الخطوة انتاج افلام وثائقية عن أثار المملكة التي سيكون لها دور قوي فعال في تعريف العالم بالتراث السعودي.
كما اشاد الحسين بالاهتمام الكبير من جانب الامير سلطان بن سلمان بمدينة الاحساء وبذله جهود كبيرة للحفاظ علي تراث المدينة التي تتميز بالعديد من المواقع الاثرية الهامة كمنطقة جواثا، التي توجد بها اثار تعود إلى أكثر من اربعة الاف سنة، وأثار من العصر الاسلامي المبكر بما فيه مسجد جواثا، كما توجد بها أثار كثيرة تعود إلي حقبة حضارة “الجرهاء” التي امتدت من عام ثلاثمئة قبل الميلاد إلي عام ثلاثمئة بعد الميلاد، حيث عثر بالأحساء على مجموعة من العملات المعدنية وأساسات المباني والمدافن والقصور والاواني الفخارية التي تعود إلي تلك الحقبة.
ولفت الحسين، ان عمليات ترميم الاثار وتجهيزها للسائحين تحتاج كثيرًا إلي عامل الوقت، وهو ما يجعل عملية تطوير المواقع الاثرية تسير ببطء، لكن اذا توفرت أموال وعزيمة قوية من الممكن ان تسير العملية بوتيرة أسرع وسبق أن صرح ولي العهد الامير محمد بن سلمان، ان هناك مشروع لتطوير المنطقة الشرقية الخاصة بمدينة الاحساء وهو ما سيؤدي إلي انجاز موقع تراثي كبير جدًا سيحدث نقلة كبيرة للمنطقة وسيساعد كثيرًا على تنشيط السياحة.
وأشار الحسين إلي أن مازال هناك أثار كثيرة لم تكتشف في المملكة، وتحتاج إلي معدات وخبراء متخصصين وهي ما نطلق عليها الاثار الغارقة وتقوم هيئة السياحة في الوقت الحالي بالتعاون مع العديد من الشركات للتنقيب عن تلك الاثار.
وذكر الحسين انه في الوقت الحالي لا يوجد تعاون بينه وبين هيئة السياحة حول الاثار بمدينة الاحساء لكنه أكد على استعداده التام لخدمة وطنه وتراث بلده، وتمنى ان هناك مبادرة من المسؤولين وأهالي المنطقة لإعادة ترميم تلك الأثار.
وقال الحسين أن المناهج الدراسية التي تدرس في كليات السياحة والأثار بالمملكة ممتازة ولكن تحتاج إلي تطوير وقال انه شارك في وضع الكثير من المناهج في أكثر من كلية على مستوى المملكة، والتي كانت أخرها وضع الخطة الدراسية بكلية السياحة بجامعة الملك فيصل وعلى الرغم من جودة المناهج إلا انها لازالت تقليدية وتحتاج إلي تطوير أكثر لتناسب سوق العمل وتكون فيها مشاريع تدريبية ميدانية بشكل أكبر.