قد يتسائل البعض كيف بدأت ومتى أحسست بأنك متطوع من الداخلوفي أي عمر ابتدأت المشوار وبمساعدة من ولماذh وكيف ؟
أسئلة عديدة ومختلفة ولها إجابات متعددة أيضا، ولكني ومن خلال تجربتي في التطوع متأكدة وكلي ثقة بأن (زهرة التطوع) لا يمكن أن تبدأ صدفة فهناك من وضع البذرة وسقاها في نفس كل إنسان محب للتطوع، وهناك قصة أو شخص أو موقف قاد هذا الإنسان لطريق التطوع.
وأنا على يقين تام بأن في داخل كل متطوع مجتهد معطاء هناك طفل متطوع قد رأى الحياة من منظور مختلف عن باقي البشر وهذا ما جعله في النهاية متطوع متميز محب للخير.
ولهذا السبب أتت فكرة الاهتمام ببراعم التطوع الصغار من كل النواحي وتركيز الأضواء على أهم أفكارهم وأعمالهم حتى تكون هذه الكلمات بمثابة شهادة ميلاد كل طفل متطوع.
وتكون أيضا حافزا قويا لباقي أقرانهم فكل نفس تحب التقدير والتقدير هو مفتاح القلوب وهنا أذكر مقولة أحدى الشخصيات البارزة وهو روبرت ماكنمار وهي (العقول مثل القلوب تذهب حيث يتم تقديرها).
وهنا في هذه المساحة اللطيفة سأقتبس مقوله (لمايا أنجلو) وهي شاعرة أمريكية حين قالت: (لاشئ يطفئ النور الذي يشع من الداخل).
ومن وجهة نظري فإنه عندما ندرب المتطوع الصغير فإننا نزرع شعله النور التي ستشع فيما بعد من الداخل لكى تنير كل مكان يذهب إليه وقبل كل شيء لنسأل أنفسنا لماذا نعلم أطفالنا أمور التطوع…؟
العمل التطوعي يعزز التفاعلات العائلية، ويحسن المهارات الشخصية، ويثري حياة الأفراد، ويساهم في بناء الشعور بالمسؤولية المجتمعية عن طريق تخصيص وقت يومي أو أسبوعي أو شهري للقيام بما يعرف (بوقت الجودة) للقيام بشيء جدير بالاهتمام بالاخرين.
كما يساعد العمل التطوعي في توسيع مدارك الطفل ومعلوماته واتاحه الفرصة لهم لاستغلال خيالهم الواسع في أفكار غريبة وملهمة وقد نتفاجأ بما يقترحونه من أفكار جميلة للغاية.
من خلال العمل التطوعي يمكنك كشخص بالغ ومثقف تمرير أفكارك وقيمك وأخلاقك ومبادئك بطريقة غير مباشرة للأطفال (التعلم الغير مباشر) وهي طريقة فعالة جدا. وهذا الإرتياح الذاتي الذي يجعل الإنسان يحس بحالة جيدة وسعادة كبيرة وتقدير كبير للذات، ويعزز التعرض لخبرات العالم الخارجي بصورة عملية، ويعزز من تحمل الطفل للمسؤولية تجاه نفسه والآخرين .
وتدريب الطفل على العمل بلا مقابل مادي يصفي ويهذب النفس فالعطاء اللا مشروط يصقل الشخصية بشكل جميل دائما، كما يخرج الطفل من دائرة حب الذات إلى حب الاخرين، فأنت لا تريد أن يعيش إبنك لنفسه فقط، بل تريد تنمية روح الانتماء للمجتمع الصغير (الأسرة) والمجتمع الكبير، ودفع تفكير الطفل إلى البحث عن القدوة والتفكير في هدف لحياته المستقبيلة.
معلمة وناشطة في مجال العمل التطوعي