في إحدى سفراتي زرت أحد المتاحف ولفت نظري صندوقا زجاجيا في منتصف المتحف بداخله مصحف خط بقلم جميل وعلى أوراق فاخرة مطرز بالخيوط الذهبية بغلاف جمي وما يميز الصندوق أنه يقلب الصفحات بين الحين والآخر وبعد المعاينة ومحاولة قراءة بعض الآيات القرآنية وقفت على آية :{ وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ. } [ سورة الصافات 24 ] وهنا قلت في نفسي هل مصير هذا القران الكريم الذي أهداه كاتبه أو ورثته أن يبقى حبيس هذا الصندوق؟ وهل يعتبر هذا القرآن مهجور ا؟
أخذت أفكر في المصاحف التي عملها أصحابها بطرق فنية أخرى مثل النحت أو النسج على القماش وغيرها من المصاحف ذات الشغل اليدوي الجميل وهي مهجورة أيضا وإذا بي كأني أسمع حديثا للمصحف الموجود في الصندوق يكلمني ويقول : جزى الله خيرا من اهتم بالمصحف وسخر الجهد والوقت في إخراج هذه المصاحف بهذه الأشكال والمشغولات اليدوية وعساه يكون حافظا له وسائرا على هداه و مطبقا لما كتبه من آيات ومنتهيا بنهيه ومعتصما بالحبل الذي جعله الله معجزة لنبيه الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ودستورا للمسلمين وهداية للعالمين ورحمة للإنسانية
فبادرته قائلا : نحن نفرح بامتلاكك ونزين بك المكتبة والمتحف ونضعك حرزا وأمانا للبيت ولكنا انشغلنا عنك فلا نتفقدك إلا في شهر رمضان المبارك أوفي الفواتح.
دمعت عيناي وقلت : نسأل الله أن لا تكون خصما لنا في يوم القيامة وأتمنى أن أحفظك في صدري وعقلي لتنير دربي