ذات يوم حضرت حفلا لتكريم الشخصيات البارزة في المجتمع من شخصيات اجتماعية وعلمية ومن لها دور في خدمة المجتمع وكان أحد المكرمين شخصية بارزة بما يملك من مال وجاه وتفان في خدمة المجتمع .وقد تسابق للحضور الكبار والصغار للمشاركة في هذا التكريم والكل يتساءل هل حضرت هذه الشخصية ولقد تناسوا أن في هذا التكريم طلاب متفوقون علميا وموهوبون ومنهم من لديه براءة اختراع وطلاب دراسات عليا وأبحاث علمية ومن لديه براعة ونبوغ من أطباء ممارسين في خدمة المجتمع وتخفيف الآلام وشدة الأمراض على المرضى بالأبحاث الطبية والمعالجة والرعاية والمتابعة المستمرة حتى خارج الدوام الرسمي بالتواصل الاجتماعي وبكل الوسائل المتاحة .
تم التكريم لكل من يستحق إلى أن جاء دور الشخصية الاجتماعية وبدأ وهج القاعة يشتد حرارة بالتصفيق وتوجهت لها الكاميرات بالمتابعة وأخذ اللقطات وكأنه النجم الساطع الذي حجب النور عن باقي الكواكب وكأن الحفل في كفة والشخصية في كفة وهنا انبرى من ليس له ناقة ولا جمل وأخذ يصعد المسرح يريد أن يلتقط صورة معه ويمثل أنه من يعطي الشهادة وأخذ الفضول بعض الحضور أن يصور نفسه هو صاحب الشهادة والدرع.
وبعد الانتهاء أمسك عريف الحفل اللاقطة وأمر الحضور بالرجوع إلى مقاعدهم ليتم تناول العشاء وكنت جالسا أراقب كل تلك الأحداث وإذا بأحد الأشخاص ينحني علي مسلما ويهمس في أذني لا يغرك تزاحم الناس علي فهم لا يرون إلا الظاهر وانت تعلم مني ما لا يعلمه غيرك ونحتسب كل عمل قمنا به في خدمة المجتمع قربة إلى الله تعالى
وأتمنى أن تمحو صورتي الظاهرة امامك الآن وتحافظ على علاقتك بي وثقتك وأن نستمر معا في بذل الجهد والعطاء في الخدمات الإنسانية وأن نستمع إلى الآيات القرآنية التي كنت ترددها علي دائما وطلب مني تلاوتها
بعد الاستعاذة من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)
[سورة البقرة 177]
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)
[سورة المائدة 27]
(الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ۗ
شكر لي ما تلوت له من آيات وقال لي : دعنا نلتقي بعد العشاء لنقدم لهذا الجمع الكريم ما يمكن أن نقدمه له قلت له :حسنا ودعت صاحبي بسلام وعناق حار وتمنيت له وللجميع التوفيق والسداد لما يحبه الله ويرضاه والسير على هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم .