عبدالله علي الخميس - المنصورة
أُمَّـــاهُ يـــا رئــةَ الـحَـنانِ الـصـافِيَة
يـامُـقـلةَ الأمـــلِ الـجـمـيلِ إزائِـيَـه
أمًَـــاهُ يـالُـغـةَ الـطـفولةِ، والـشَّـذَا
يُـضْـفِي بِـقُـبلتِكِ الـزهـورَ الـزاكيَة
شـفتاكِ نـبعُ الـحُبِّ مـنذُ طُـفولتِي
إِنْ تـلـثـمينِي فـالـمـصيرُ الـعـافيَة
لــلـهِ قـلـبُـكِ كـــم يـفـيـضُ مَـحَـبَّةً
ويـشُـعُّ عَـطفًا كـالنَّخيلِ الـسامِيَة
أمّــاهُ مِـلْـحُ الأرضِ والـوطنُ الـذي
نَـثَـرَ الـعـطاءَ عـلى الـتلالِ الـرابيَة
يـا ( سُـورةَ الـبَرَكاتِ) صِـرْتُ مُـرتِّلاً
فـي (آيِـها) كـلَّ الـسنينِ الماضِيَة
يـانَفْحَةَ الـرَحْمَاتِ في حَجْرِ التُقَى
نَـسَـجَتْ بـأقـمطةِ الـنـقاءِ رِدائـيَـه
أمّـــاهُ يــا شَــرَفَ الـنـضالِ مُــؤزَّرا
ً
بـالـتـضـحياتِ وبـالـهِـباتِ الـغـالـيَة
يــا أجـملَ الـنِسوانِ يـا رَيـعَ الـصِبَا
مـا لـلعناءِ -إذا ضَـحِكْتِ – ومالِيَه ؟
يـا أَصْـدقَ الخِلَّانِ ،يا حِضْنَ المُنَى
أنَّـــى حَـضـنـتُكِ فـالـفـلاحُ مـآلِـيَـه
يـاجـنةَ الـمـولى ،ويـا مَـدَدَ الـسمَا
كُــلُّ الـريـاضِ بِــلا ظِـلالِـكِ خَـاوِيَة
أَ وَصـيّـةَ اللهِ الـتـي قَــدْ أَشْـرَعَـتْ
بــابَ الـفَـلاحِ إلـى الـجِنانِ الـعالِيَة
عَـلَّـمْتِنِي صِـدقَ الـمشاعر ِوالـوَفَا
فـكـبرتُ والـشِـيَمُ الـعِظامُ مُـؤاتِيَه
عَـلِّـمْـتِنِي (سِـــرَّ الـمَـحَـبَّّة)والنَقَا
وطَـفِـقْتُ أعـبُـرُ لـلـقلوبِ طَـوَاعِيَة
مـازلـتُ أقـتـبِسُ ابـتسامَتَكِ الـتي
قــد أبْـحَـرَتْ بِـيْ لـلنُفُوسِ الـنائِيَة
فَأَعَرْتُ لونَ الأرضِ بعضَ مَلامِحِي
فــي كُــلِّ شِـبْـرٍ بَـسْـمَةٌ مُـترامِيَة
وهــنـاكَ أصـــداءُ الأمــومـةِ رَتَّـلَـتْ
تـسـبيحةَ الـنَّـسَمِ الـنـديِّ كـأغنية
فَصَدَحْتُ أنشدها بهَمْسِ تضرُّعِي
فـالـمَـكْرُماتُ إلـــى نـقـائِكِ بـاديَـة
وَبَـنَـيتُ مِــن كَـفَّيكِ أطـهرَ مَـسْكَنٍ
وخَـفَـضْتُ بـالذُلِّ الـرحيمِ جَـناحِيَه
وسـلـكـتُ دربَ الــبِـرِّ أَكــبُـو تــارةً
وأقـــومُ أخـــرى فـالـنجاةُ أَمَـامِـيَه
أدعـو إلـهي فـوقَ أجـنحةِ الـمَسَا
أَنْ تـنـجلي عِـلـلُ الـزمانِ الـجاثِيَة
وتـشعُ شـمسُكِ كـالصلاةِ لناسِكٍ
لـتُـمـيطَ أســـرارَ الـخـلودِ الـبـاقِيَة
عـيـناكِ تـكـلؤني بـرُغـمِ تَـوَجُّـعِي
فـأرى وجـودَكَ والشفاءَ سَواسِيَة
فَــبَـدَوتُ أكــبُـرُ والـحـقـيقةُ أنَّـنِـي
مــازلـتُ طــفـلاً ،قـمِّـطِينِي ثـانـية