تجد هذه الأيام في بعض المجتمعات والوسط الثقافي والمتطور ومواقع التواصل الاجتماعي المتعددة انتشار ودعوة لبعض الأفكار والظواهر والسلوكيات والعادات التي تكون خارج العادات والثوابت والواجبات الدينية الإسلامية والعرفية والاجتماعية التي فرضها الإسلام الحنيف.
وتجد المبررين لها والمؤيدين لها والمشجعين لهذه العادات والسلوكيات السيئة والا أخلاقية والتي قد تتجاوز حدود العقل والأخلاق والادب العام في بعضها وتجاوز حريات الاخرين وتتعدى عليهم وتساعدهم على التحلل الأخلاقي والابتعاد عن مبادى.
مثال ذلك الحريات النسائية باللباس الفاتن والجذاب واستخدام أنواع العطور والخروج بالأسواق، وتبادل الصداقات بين الجنسين وتكوين الاسرة و الأبناء من زواج الغير شرعي معترف به واخرجها من كونها أم تربي وتعطف وتحب وتحن عليهم الى كونها أمراءه ذات سيادة وعزلة عن أبنائها .
بحجج واهية وضعيفة وتقليد الغرب والشرق والدول التي تدعي التحرر والتمدن وحقوق الانسان وفي الواقع تعمل عكس ذلك كله والبعض بل الكثير متمسك بسبب نقص العاطفة والشعور والاحساس الابوي بين الأبناء والوالدين فهل فعلا يوجد نقص عاطفة بين الأبناء ووالديهم عندنا؟
سؤال للذين يدعون ذلك وان الغرب والدول الأوروبية أفضل في ذلك كثيرا؟ هلا الأبناء يعيشون مع ابائهم وامهاتهم واخوانهم كاسرة واحدة مترابطة متلاحمة الكل يتساعد ويشعر بالأخر كالبنيان المرصوص؟ على عكس لذلك بتاتا بالغرب بحيث يولد الأبناء ولا يعرفون ابائهم لان الام تنجب من الرجل بعد المعاشرة من غير زواج الرسمي ولا اباه الحقيقي لان الام قد تتزوج من اخر او اكثر من واحد والابناء يتربون في الحاضنات والمدارس بين أمثالهم او تتبناهم أسر أخرى وفي المداس والحاضنات أي عطف وأي حنان وأي شعور ابوي واي ام هناك ترضعه وتشبعه بعاطفتها وحنانها وأين يتمتع الأطفال هناك بالأخوة الحقيقية والتمثيل الاسري ؟ وهم لا يعرفون حتى ابائهم وامهاتهم ولذلك تجد الاب أو الام ترضى على الأبناء والبنات بالانحراف لانهم من الأساس لا يعتبرونهم من صلبهم بسبب تداخل الإباء والابناء وعدم معرفة الأصل في الاب أو الام الشرعية للطفل ويعلمونهم أساليب الانحراف والتحلل الأخلاقي بغلاف المعرفة والتعليم ومعرفة الحقوق ولو تكلمنا عن الفتيات هم عرضة للتحرش والانخداع وجرح المشاعر وانعدام الإحساس بسن مبكر من غير ما يشعرون.
بينما نحن ولله الحمد منذو الولادة تحتضننا امهاتنا وترعانا وتضمنا الى صدرها وترضعنا الحب والحنان وتغدق علينا بعطفتها ونعيش بكنف والدين مؤمنين بالله عز وجل ويخافونه سبحانه الى ان يكبر الشخص منا ويتزوج وينجب لا تقطع علاقته بوالديه واسرته ومشاركة المجتمع في المناسبات الشخصية كالوفايات والزواجات والمواليد وتشعر بان المجتمع كأنه جسد واحد وكالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا فنقول لمن يدعي نقص العاطفة انها ليست نقص عاطفة وانما نقص وحب الشهوات لديك ويجب الا تخلط الأمور .
في الحقيقة هم من ينقصهم العاطفة … ومن يريد التشبه بهم من ناحية الحريات الكاذبة والتحرر المزيف وخروج المرأة عارية أو تكوين العلاقات الغير شرعية أو ترك الحجاب والتنازل عن الاخلاق الإسلامية السامية فليسمح لي انه ليس نقص عاطفة بل حب الأهواء والشهوات والتلذذ بالدنيا وملذاتها بغلاف وديكورات مزخرفة مزيفة خادعة ومبررات شيطانية تريد الافساد بالمجتمع ليكون مثلهم في الفساد والتحرر الزائف وخراب المجتمع المحافظ على دينه وسلوكه وعاداته واخلاقه النبيلة ويكون أبناء الناس كأبناء الغرب و بناتهم تختار من تريد والشاب يصادق من شاء بحجة نقص العاطفة والحرمان من الحنان والاحاسيس والمشاعر التي تستخدم في غير وقتها ومحلها وتناسوا قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) النور.
وأي نقص للعاطفة لدى الأبناء ونحن ولله الحمد أطفالنا يعيشون في أحضان ابائهم وامهاتهم ويعلمونهم تقبيل والديهم واحترام الام وتقديرها وتقبيل يد الوالد والاهتمام به وتلبية طلباته كجزاء من جزء لا يتجزأ مما قاما به من الاهتمام بطفلهم وهو صغير ورعايتهم له وتقبيله في جميع اوقات اليوم والنوم معه وبين اكتافهم وفي أحضانهم الدافئة الى ان ينام ومشاركته احاسيسه وشعوره والاهتمام به جسديا ونفسيا والحفاظ عليه اجتماعيا .
فالله عز وجل انزل نبيه محمد صل الله عليه واله خاتم النبيين وسيد المرسلين بدينه الإسلامي القويم والذي يعتبر الصلاح والركيزة الأساسية في هذه الأرض لتنظيم حياة البشرية ووصولها للسعادة بالدارين بعدما وفر لهم كل شيء بهذه الدنيا ليرتاحوا وتسعد حياتهم وليعبده حق عبادته وليطيعوه ويطيعوا من اطاع الله عز وجل او من أمرنا بتباعه فقط بالرغم من منزلة الوالدين التي وضعها الله لهم وامرنا بتباعهم وقرن رضاه برضاهم الا انه نهانا عن اتباعهم في حال نهيهما عن الايمان بالله عز وجل وترك سنة نبيه المصطفى محمد صل الله عليه واله كما بالآية التالية :- (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ((15) لقمان.
ويأتيك شخص ما يأمرنا باتباع الغرب ويريدنا ان نأخذ احكام ديننا منهم ونتبع نهجهم وسنتهم بالحياة ويعتبرهم هم الآية والغاية والمثل الأعلى في الإنسانية ومكارم الاخلاق وحسن التعامل مع الانسان وسائر المخلوقات فهل هذا نقص عاطفة أم ازمة شهوات دنيوية زائفة مؤقته؟
والدليل عندما تنزل الى الشارع بالدول الغربية وسال النساء تجدهم يحسدون نسائنا وبناتنا على الحجاب والستر البدن والدين والعادات والتقاليد التي حفظت المراءة كرامتها وكيانها وصيانتها التي اخذت من الدين الإسلامي الذي انزله الله عز وجل ورتب أمور حياتهم لعلمه بكل شيء وما نحتاجه وما يناسبنا وما ينفعنا ويوصلنا الى سعادة الدارين فالعيب فينا واقعا حيث ابتعدنا عن التقيد بتعاليم ديننا الحنيف وعدم التثقف بالدين والقراءة الكافية والالتزام بماء جاء به النبي محمد صل الله عليه واله وأهل بيته الكرام فالحذر عزيزي من ان تغلبنا شهواتنا وشيطاننا الداخلي في ونستسهل الحرام والتحلل الأخلاقي ودعم الجريمة والفساد والبعد عن الله عز وجل والأخلاق الإسلامية الصافية التي لا يشوبها أي تعدي على حقوق الغير واياك ان تنطبق عليك هذه الآية الشريفة (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ15)
فثق أن البعض بل الكثير من الغربيين لا يطبقون تعاليم دينهم التي انزلها الله عز وجل على انبيائهم الذين سبقونا كالمسيحية فهم اقرب للإسلام ويدعون المسيحية وهم لا يلتزمون بأبسط تعاليم المسيحية والتعاليم التي انزلها الله عز وجل على نبيه عيسى ابن مريم عليه وعلى نبينا افضل التحية والسلام ففي المسيحية يلزم المرأة بالستر والحجاب كنساء الدير وليس التحرر وحرم عليهم بعض المأكولات والمشروبات المحرمة ولكن لا يلتزمون وحثهم واوجب عليهم اتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه واله وان الدين الإسلامي هو الدين المتمم لباقي الأديان السابقة وليس بعده دين.
فتجدهم وفئة معين بالخصوص تصر وتشدد على الفساد في الأرض ولا تريد الصلاح للمجتمعات ويريدون أشاعه الفساد في جميع بقاع الأرض وفي جميع الازمان وعلى مر العصور والبلاد الغربية لولا القانون يمنعهم ويحدهم لرأيت العجب في تعاملهم واجرامهم والتعدي على حقوق الغير.