من منا لا يخطىء…؟ومن منا يدعي لنفسه العصمة…؟ إن الوقوع في الخطأ أمر وارد من بني آدم، وهذا في حد ذاته ليس عيبا بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون“.
هناك آليات دفاعية يقدم فيها الناس أسباباً مقبولة اجتماعياً لما يصدر عنهم من سلوكيات وهذه الآليات تخفي وراءها حقيقة الذات ومن ذلك ما يعرف بـ “التبرير” ومنها ما يعرف بـ “الكذب“.
وحديثي هنا يتطرق فقط للتبرير وسؤالي هو لمن يا ترى نضطر لاستخدام أسلوب التبرير والبقاء ضمن دائرته…؟ فبما أن التبرير هو عبارة عن أعذار وبيان أسباب تبدو للنظرة العابرة مقنعة ومنطقية إلا أنها ليست بالضرورة الأسباب الحقيقية والدوافع الفعلية وراء ذلك السلوك فهي لا تعدوا أن تكون أعذارا عن سلوك الفرد ومعتقداته التي يعلم يقينا في قرارة نفسه أنه خاطئ فيها.
هل نعتذر ونبرر لكل المارة في طريق حياتنا أم لأشخاص قريبين أو ذوي صلة بالحدث…؟ من خلال تجارب الحياة تعلمت أنه من المستحيل أن أبرر لإنسان ينكر نفسه وما قال لأنه بالتالي يُنكرك وبصورة تلقائية بين لحظة وأخرى من أجل كلام غريب عابر أو علاقة سابقة أو ظروف فمن هو متصل دائماً بروحه وأحاسيس قلبه الصادقة يعرفك جيداً ويثق بك محال أن تضطر لتذكيره، لذلك قيل حين تعرف قيمة نفسك لن يضرك أبداً ما قيل فيك فكيف إذا كان كل أحبابك يعرفون من أنت إلا شخصا واحدا ليس مهماً أن يعترف ما دام الله شاهداً على كل شيء وهو المطلع سبحانه على ظواهر الأمور وبواطنها.
هذا النوع من البشر نقول بالعامية (اغسل ايدك منه) من هذه الناحية يعني لا ينفع معه التوضيح الجدي لأنك ستتعب قلبك وتضيع وقتك وتشغل فكرك على غير جدوى فلا تتوقع منه تقدير العشرة والمعروف والوفاء والإخلاص فهذا النوع من الناس ممكن أن تعصف به الريح وتهوي به في أودية النكران والاجحاف، بل وقد ينقلب عليك ويرميك بالبهتان كيف لا وهو قد أنكر ذاته وركب موجة التدليس والزيف فهو شخص منفصل انفصال كلي عن روحه وذاته فهل ترتجي منه أن يكون يقف في صفك أو أن ينصفك.
ومن هنا يكون التبرير متعب جداً مع أمثال هؤلاء فهم في كل مرة يتناسون وتذكرهم لذا كان الصمت والسكوت معهم أفضل طريقة.
نصيحتي لنفسي ولمن حولي صادق فقط الشخص الذي يمتلك روحا صادقة الشخص المتواصل مع روحه وذاته فالصدق مع النفس هو الطريق الواضح والسبيل اليسير حتى لا ندخل في متاهات التبرير فمحاسبة النفس على التقصير والوقوف على خطئها يقيهـا كثيراً من مصارع السوء فالشاهد عليك وما فعلت ومن أنت هو الله سبحانه وتعالى فهو خير شهيد.
مدربة تنمية بشرية
8 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓