من أهم الأسس الوطنية التي يجب ان ينشأ عليها هذا الجيل وتُرسّخ في ذهنه بوعي منظّم أن الوطن عِدْلَ الرّوح وهيكلها الذي تتحرك في دائرة أمنه ورخائه كيفما تشاء وتهوى.
ومن هنا صار لزاماً على اصحاب القرار اعتماد سياسات جديدة في اعادة هيكلة الانتماء الوطني استحدثتها الأحداث الاقليمية والعالمية الأخيرة والتي اثرت سلباً على نطاق واسع في مسار المواطنه إلى منحىً غير مأمول للأسف .
لذلك كانت احتفالات هذه السنة ٢٠١٨ مختلفة بل ومزدهرة على مختلف الأصعدة من حيث المحتوى والمعنى لم تعد خاوية كما السابق من المضمون والهدف والرؤية كما توهمها مواطن الأمس فالوعي بأحداث اللّحظة وملابساتها لدى مواطن اليوم بات الحصانة القوية ضد أي تجاسر على سيادة المملكة العربية السعودية دولة وحكومة وشعباً.
فمن يجرؤ اليوم على تمرير اياً من اجنداته الشخصية والخبيثة في ذهن الموطن السعودي بعد كل هذا الوعي والإستنارة!!!!
ومن يجرؤ اللعب بورقة المصالح المناوئة دون الاصطدام بحاجز منيع من الممانعة والصدود لدى مختلف اطياف المجتمع على حد سواء.
في عهد الملك سلمان الحزم سيشهد التاريخ السعودي ولأول مرة قرارات هائلة ستُخط في صفحة التاريخ الحديث كنقطة تحول للمنطقة العربية والاسلامية باكملها لتمحو بذلك مساراً لم يثبت سوى عدم نجاحه في مواكبة العولمة ومتطلباتها .
ولايخفى على ابسط حصيف ان الايديولوجيات الحديثة جميعها منصبة في صالح الإنسان اياً كان جنسه او اصله او معتقده .
لذلك نحن هنا لانحتفل بالسعودية لنجاحها كوطن محلي فقط بل نبارك لها ايضاً انتصارها في التفلت من شباك العزلة الاقليمية لتفرد جانحيها في المجتمع الدولي بالكامل .
ونحن كنخبة مثقفة نتفاءل حد اليقين أن سياسات المملكة الجديدة ستؤثر في مستقبل المنطقة والعالم أثراً ايجابياً سنتلمسه قريباً جداً بإذن الله ولايتأتى ذلك الا بالاسهام المباشر بين المواطن والحاكم في قيادة سفينة الدولة والمنطقة بحكمة ليرسوان بها على اكثر الشُّطئان أمناً واستقراراً .