كنت مسافرا خارج البلاد وفي أحد الأيام خرجنا إلى أحد المنتزهات القريبة من الفندق وبعد مضي بعض الوقت همست زوجتي في أذني قائلة انظر إلى هذه المرأة العجوز وزوجها أخذا المنتزه والحديقة طولا وعرضا بحثا عن كرسي للجلوس وعندما مرا بي رحبت بالرجل العجوز وطلبت منه الجلوس مكاننا هو وزوجته فبادرني بالسؤال هل أنت خليجي ؟ ومن أي بلد ؟
قلت له : أنا من بلد الحرمين الشريفين مكة والمدينة و مكة هي قطب العالم الإسلامي ومهوى الأفئدة والمدينة منارة الإسلام ومنها انتشر الإسلام إلى العالم بأسره وفيها المسجد النبوي وقبر النبي (ص) وهنا لاحت على وجهه الابتسامة والسرور وقال انا اشتغلت في الخليج وخصوصا في المملكة العربية السعودية وانا اجيد اللغة العربية وأنا مسلم حديثا ولقد ذهبت للحج قبل سنة وسألني من أي المناطق في المملكة أنت ؟ قلت له : من منطقة النخيل واحة الأحساء حيث النخلة المباركة وهي الرمز الموضوع على علم المملكة العربية السعودية.
فقال : أنا عملت في الأحساء وزرتها عدة مرات ومبارك لكم تسجيل واحة الأحساء كموقع تراث علمي باليونسكو في عام 2018 .
قلت له: نعم الأحساء تمثل جزءا من هذا الوطن الغالي وكل نجاح تحققه الأحساء بفضل رعاية الدولة المباركة ونحن نعيش على هذه الأرض ونأكل من ثمار هذه النخلة المباركة وتمثل النخلة كل شيء بالنسبة لنا فنحن نستفيد من كل جزء منها من ثمارها ومن الصناعة التحويلية منها كالدبس والسكر وماء اللقاح والحصير والمهفة والقفة وغيرها كما أننا ولدنا مع هذه النخلة وأباؤنا وأمهاتنا هم من يرعونها ووجود النخلة على العلم يشعرنا بالانتماء لهذا الوطن .
ونحن هذه الأيام نحتفل بمرور 88 عاما على توحيد المملكة ونحتفي باليوم الوطني ( دام عزك ياوطن ) تبسم الرجل وشكرني على هذه المشاعر في حب الوطن وقال : بموقفك هذا كنت سفيرا لبلدك ونحن نفتخر بمن يحب بلده فقلت له شكرا لك وكل عام ووطني أكثر تقدما وأسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء.