وقد ابتدأ المهندس عبدالله الشايب محاضرته بمقدمة تأصيلية بمعنى القدم او التاريخية من خلال اكثر من نموذج من بينها العمارة الأحسائية وتقدم الفنون المختلفة كالحرف والموسيقى والفنون الأدائية والتشكيل ، وتعدد اللهجات المحكية وثراء اللغة فضلا عن الإستقرار الذي ادى الى نماء ذوق عال ومن ثم الى الإبداع ، وتحدث كإطلالة عن تاريخ الأحساء القديم وكيف كانت غابات كثيفة تمثل طبيعة الجزيرة العربية قبل موجة التصحر التي حدثت قبل حوالي ٤٠٠٠ عام
ويمثل غابات النخيل التي تحيط بجبل القارة انموذجا لذلك وكان الناس يعيشون حياة رغيدة ، مما جعلها احدى عجائب الطبيعة في العالم ومثلت جزءا من عبقرية المكان ( وايضا خصيصة خصب ونوعية التربة التي شكلت رائحتها نكهة مميزة يستطعها ذوقيا من خلال المتتج الزراعي كتذوق اكثر من ستين صنفا من التمور ) انعكس على السكان في سلوكهم عبر التاريخ بوعي اعمار الأرض ( واحد الأمثلة دخولهم الإسلام تحت مظلة الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام طواعية
وكان يطلق اسم الأحساء على جغرافية شرق الجزيرة العربية من دولة عمان إلى البصرة ( منذ نهاية القرن الثالث الهجري بدلا من البحرين الذي اصبح مايعرف الآن بمملكة البحرين ، والأحساء الآن هي المحافظة المعروفة جنوب المنطقة الشرقية ) ومحطة على طريق القوافل القديم طريق التمور والتوابل والبخور وسوق المشقر وسوق هجر ، و الأحساء مهد الإستيطان الأول وتكوين الحياة الريفية والزراعية
وهي مهد الساميبن ومنها هاجر الفينيقيين والكنعانيين وغيرعم وسكنها الكوارج والساسانيين والدلمونيين واقوام ماقبل الإسلام . وهاجرت من واحة الأحساء جماعات بشرية وانتشرت في أماكن أخرى من العالم ونقلت معها النباتات والحرف مثل زراعة النخلة واللومي وصياغة الذهب والنسيج والصفارة وغيرها ولا زال ينسب اليها بكلمة أحسائي او حساوي لتدلل على التميز وتواترها بالوجدان عبر الأجيال
وجبل القارة بتكويناته الصخرية الرسوبية الجميلة ومغاراته الكثيرة ) ذات الخصائص المناخية ببرودتهل في الصيف وأمانها بعدم وجود الهوام وهي خاصية عجيبة ) واحاطته بالقارة والتويثير والدالوة والتهيمية , كان قطب رحى في الحضارات التي تعاقبت على الأحساء في محيطه كجواثا( اول مدينة اسلامية اختطت حول المسجد ) والبطالية ( عاصمة القرامطة ) والجبيل( الجروانيون ) والقارة والجشة والحليلة والجفر والكلابية والطرف والعيون وغيرها عبر تاريخ متجذر ،ومع تغير العواصم تظل دائما احد الحواضر في ازمنتها
كما ان الهفوف عاصمة الأحساء والتي يجري السعي حثيثا لتسجيلهاضمن التراث العالمي باليونسكو. وجهود تأهيل التراث العمراني وآخرها تأهيل سوق الذهب ومتابعة لجنة الذهب بغرفة التجارة والأمانة وهيئة السياحة . واتت المقدمة كتعبير لسد فجوة فراغ الموروث خاصة عند الشباب وذلك لترسبخ الحالة الوطنية والإنتماء والإعتزاز بالأرض ومن ثم الإسهام بشكل واع بنهضتها ضمن الوطن الكبير المملكة
وأن جبل القارة( او جبل الأساطير لما نسج حوله من حكايات وشهرته طبقت الآفاق ليصبح مكانا للزيارة ) بتكويناته الكتلية الرئيس ( وهو مأوى لعدد من الطيور ايضا )وابو حصيص وراس الجبل والذي هو شاهد تاريخ حين استخدم الموقع في عهد الملك المؤسس رحمه الله لضرب المدافع مع اهالي القارة والبلاد المجاورة
ونوه بأهمية الأحساء كوجهة سياحية تحوي متنفس لجميع الفئات العمرية في مكان واحد ففيها الطبيعة الخلابة والجبل والشاطئ والصحراء والآثار والأماكن الترفيهية والأسواق الشعبية والمتاحف .
واختتم محاضرته بأهمية الإهتمام بالأماكن التراثية والسياحية ومنها جبل القارة الذي يجب أن لا تطاله يد التشويه ومحو بعض المعالم الطبيعية التي يتميز بها بداعي إستغلاله تجارياً والإستفادة منه.
واشار الشايب الى سعي الهيئة العامة للسياحة والآثار وأمانة الأحساء للتطوير مما يعني استفادة من المقومات ونوه الى نظام الآثار الذي صدر مؤخرا وانه يجب الإستفادة كما ذكر جهود الجمعية السعودية للحفاظ على التراث وتم توزيع استمارة الإشتراك
ونوه عن استشراف المستقبل لحاضرة العمران واكتمال طريق الملك عبد العزيز المحوري من الهفوف الى الضلع الشرقي الدائري مرورا بالجبيل والقارة والنويثير والعمران ووجود جبل القارة بأهميته ومحيطه كالمتتزه الوطني وجواثا وآثار البطالية وغير ذلك مما يعني ان هناك تطورا ملحوظا للاإستفادة منه .
واختتم اللقاء بمداخلات وأسئلة أثرت الحضور ونالت إعجابهم.وقدم الأستاذ رضا العلي رئيس اللجنة والدكتور حسين الطريفي درعا للمحاضر والتقطت صورة جماعية وحصل الحاضرون نسخا من كتاب مقالات من تراث الأحساء للمحاضر وهي مجموعة مقالات كتبت قبل ٣٥ عاما بجريدة اليوم كان احداها متعلق برأس الجبل .
[/JUSTIFY]