“عالم صوفي ” (الرواية الفلسفية) هي رواية كتبها جوستاين غاردر (باللسان النرويجي: Sofies Verden) ، ثم عرفت انتشارا عالميا بفضل الترجمات إلى أغلب لغات العالم بما في ذلك العربية .
وفي حديث خاص لصحيفة جواثا الإلكترونية مع الدكتور نور الدين السافي حول الرواية قال : تعتبر من أشهر الكتب قراءة ومبيعا في العالم وخاصة من بين الكتب التي عرفت بمعالجاتها الفلسفية.
صوفي والحكمة :
وأردف بأن إذا كانت صوفي وهي بطلة رواية الكتاب وهي تحدثنا عن عالمها، فإن صوفي أيضا تعني الحكمة التي يطلبها الفيلسوف فعلا إذ أن الفلسفة في حقيقتها ليست إلا طلبا للحكمة كما يدل على ذلك اسمها اليوناني الأول على حد تعبير الفيلسوف والعالم الرياضي الإغريقي فيثاغورس.
أحداث مهمة :
وأشار إلى أن هذه الرواية اشتملت على أحداث مهمة جدا متصلة بعالم الفلسفة ومسائلها ومدارسها منذ لحظاتها التأسيسية الأولى أي مع الفلسفات قبل سقراط إلى الفلسفات المعاصرة.
تساؤولات حول الرواية :
وسلط الضوء على عدة تساؤولات ما الذي جعل هذا الكتاب الأكثر قراءة وانتشارا في جميع لغات العالم التي ترجمت إليه؟ هل يعود هذا إلى طبيعة محتواها الفلسفي الثري والغزير “تاريخ الفلسفة” أم يعود إلى أسلوبها الروائي؟ أي وبتعبير آخر هل كتاب عالم صوفي كتاب في الفلسفة أو كتاب في الأدب؟
سر عبقرية المؤلف :
وأوضح بأن الجواب عن هذا السؤال هو الذي يكشف لنا عن سر عبقرية هذا المؤلف. إنه في شكله رواية تجمع أركان الرواية العادية وأسلوبها وهي من حيث المحتوى كتاب في الفلسفة. أي إنه كتاب جمع بين أسلوبين في الكتابة الإبداعية الأدب من جهة أو الرواية والفلسفة من جهة أخرى.
جمهور الفلسفة :
وعلق بأنه على الرغم من أن الفلسفة لا تملك جمهورا عريضا خاصة في بعض المجتمعات إلا إن الفلسفة صار لها جمهورا عريضا بفضل هذا الأسلوب في العرض والكتابة والتحليل أي الأسلوب الروائي.
ذكريات الأسلوب الروائي :
وذكر بأنه أسلوب يذكرنا بأجمل الكتابات الفلسفية التي عرفها تاريخ الفلسفة بداية بمحاورات أفلاطون التي جمعت بأسلوبها الأدبي والحواري جمالية فن الكتابة وعمق ودقة الفكرة والاستدلال.
كما تذكرنا ببعض كتابات الفلاسفة العرب الذي ألفوا في الفلسفة بطرق مختلفة بعضها فلسفي صارم وخالص وهو عادة موجه للخاصة من الفلاسفة وبعضها مكتوب بأسلوب شعري كالذي نجده مع أبي العلاء المعري في لزومياته وابن سينا والغزالي وغيرهم كثير وكذلك نجده في بعض الروايات وأشهرها حي ابن يقضان التي كتبها ابن سينا ثم أعادها ابن طفيل الذي اشتهر بها عالميا.
حقيقة كتاب عالم صوفي :
وختم الدكتور السافي بقوله :إن المحتوى الفلسفي لما يتحد بالإبداع الأدبي لا يمكن إلا أن ينتج عملا إبداعيا خاصا جدا. تلك هي حقيقة كتاب عالم صوفي الذي ندعو الشباب الذي لم يتعرف عليه للإطلاع عليه ليعيش المتعة الفنية والعقلية في وقت واحد. ويشارك الأبطال في رحلتهم المعرفية والوجودية وهم يعيشون حيرة السؤال ولذة البحث على الجواب.