
عندما قال الفيلسوف الكندي”مارشال ماكلوهان “إن العالم سوف يصبح قرية كونية صغيرة استغرب الناس تلك المقولة التي شاعت في القرن الماضي بل البعض استنكرها .. كيف لهذا الفضاء المترامي الأطراف أن تجمعه شاشة مربعية الشكل وتجعله كأنه قرية صغيرة لتبادل المعلومات والثقافات وتقارب الأفكار ولم تكن المسافة او الجغرافيا عائقاً أمام هذه الشاشة ..
أما الآن ومع ثورة المعلومات والتقدم التكنلوجي الهائل في مجال تقنية الاتصالات تجاوز هذه المقولة ليصبح العالم في بيت واحد من خلال تطور برامج وسائل التواصل الاجتماعي حيث يمكن من برنامج جديد عبر شاشة الجوال الذي أحدث ضجة في برامج وسائل التواصل الإجتماعي أن يضرب الخصوصية بيد من حديد ويدخلك الى داخل البيوت أو حتى غرف النوم وأصبح الكل يعرف مسير حياة الكل اليومية من خلال تلك ال١٠ ثواني التي يتم تصويرها للسماح للملأ الأطلاع على أدق تفاصيل حياة الفرد اليومية وأصبح الكل مهووس على استعراض حياته الخاصه بل ويتنافسون على ذلك
حيث أثار كثير من التساؤلات حول هذا النوع من البرامج لعل من أهمها ياترى ماسبب هذا الهوس الغريب والاستخدام المفرط للسناب شات؟ صحيفة جواثا الالكترونية تتفرد بهذا التحقيق الصحفي وأطرحت هذا السؤال على إحدى الناشطات على برنامج لسناب شات والذي إمتنعت عن ذكر إسمها فأجابت : إن سبب استخدامي لهذا البرنامج هو ليرى الناس او المجتمع الذي من حولي إني أعيش بسعادة ورفاهية لترى إبنة عمي أني أملك طقماً من الذهب الغالي في حين أنها لاتستطيع أن تشتري خاتم ولترى إبنة خالتي إني أسافر إلى أجمل الدول وهي طلعاتها لاتتعدى حدود المنطقة وليرو الناس هذه الرفاهية الذي أعيشها في حين أن بعضهم لايملكون حتى أبسطها لكي يشعرو هم بالنقص وأشعر أنا بالكمال ..
وأشارت بأن الكمال هي الحياة المكتملة وبه المتعة ولكن تفتقد الراحة والسعادة وأنها لا تعرف طرقاً للكمال أكثر صحة من هذا فالمجتمع يقيم حياتك وسعادتك بالمظاهر وأنا مجبرة أساير المجتمع لألحق بالركب معهم .وجهة نظرك غريبة عالأقل بالنسبة لي .
بينما تقول”بتول”من الناحيه السلبية : سناب شات يسرق منّا حياتنا الحقيقية نصبح أكثر تصنعاً خلف الشاشات نفقد العفوية في التعامل ولا نحظى بلحظات حقيقية نستمتع بها .. ولانمتلك الخصوصية فالبيوت كلها مكشوفة ومتاحة لجميع الناس بجميع أصنافها ونماذجها وهناك سباق خلف من الأفضل من الأبهر والأجمل والأكمل أصبحت الناس تقيّم وتسيء الظن من خلال صوره أو مقطع فيديو أصبح برنامج مؤذي للعلاقات و مؤثر بشكل كبير بحيث أن قد تنتهي علاقات بسبب الفهم الخاطيء من خلال البرنامج
أما من الناحية الإيجابية تقول : بالنسبة لتجربتي مع البرنامج أرى أنه هناك تواصل كبير مع الأصدقاء أكثر من أي برنامج أستطيع مشاركة الأصدقاء بعض اللحظات الجميلة والتعبير ومشاركة الرأي مع الآخرين وبحكم ابتعادي عن الوطن يستطيع الأصدقاء والأهل الإطمئنان و رؤية كيف هي الحياة في الخارج والتعرف ع الإختلافات والعادات و أسلوب الحياة في البلدان الأجنبيه
وتقول زهرة عباس كان رأيها : تأثيره بالنسبة لي ليس قوي جداً فقد يعجبني شيء وقد يذهلني حدث وتغريني وجبه لكن احاول الا اجعل نفسي تستاء كثيراً !بالنسبة لأضراره كُشفت الكثير من الخصوصيات واصبحنا على علم بجميع مايدور في الروتين اليومي للآخرين واصبحنا على علم بموعد النوم والإستيقاظ .. ماذا يوجد على وجبة اليوم كيف قضينا النهار والليل مع اهلنا او اصحابنا .. كيف قضيت سهرتي مع زوجي وماذا بإمكانه ان يهديني .. والكثير من الأحداث التي من الممكن ان تكون خاصه وفي غنى عن معرفة الناس بها !
وتضيف زهرة : اذكر موقف خاص حدث لي ..قبل فترة من الزمن حدثت قطيعة بيني وبين مجموعة من الصديقات اختلفنا .. لانهم ظنوا اني اتجاهلهم عمداً في قروب الواتس اب لانني اضع بعض الصور الرمزيه وبعض الكلمات المنمقه في السناب شات مما جعل الوضع يبدوا انني اعيش حياتي برفاهيه .. ومتعه وسعاده كبيره الى حد انني استغنيت عن صداقتهم ادى ذلك الى القطيعة فاحفظوا أسرار بيوتكم واركوا التباهي !
وعبرت ليلى أحمد عن ربقولها : تأثيره واضح على حياتي حيث لايمكنني الاستغناء عنه هو اول برنامج اقوم بفتحه مجرد استيقاظي من النوم وقالت زينب عبدالله عندما اجابت على نفس السؤال : أنا لست ناشطة عليه واستخدامي فقط للاستفاده من بعض الحسابات التي تفيد المجتمع بالدروس الثقافية فيما يخص الحياة الزوجية او تربية الابناء وايضا حسابات الطبخ برأيي انه سلاح ذو حدين ان فائدته أقل من اضراره .
وقالت عبير عبدالله أم لأربعة أولاد : إن سبب ابتعادي عن هذا البرنامج هو إني أقدس الخصوصية ولا أسمح بتطفل الناس على حياتي وإن مبالغة الناس في إستخدامه جعلني أستنكره وهناك أيضاً من يستخدمه للمراقبة .
أما منال عبد المحسن كان رأيها حفاظاً على الخصوصية وعدم الانشغال عن اساس وجودنا كبشر وهي العبادة ولدي مبدأ من منطلق القران أن أكثر الناس غافلون بينما أكتفت دلال عيد بقولها لم اكن مقتنعه به ولستُ بحاجه اليه ولم يروقني بتاتاً هل مع تقدم التكنلوجيا والتطور السريع والبرامج الواعدة الذي ستظهرها لنا وسائل التواصل الاجتماعي ستجعلنا نترحم على أيام سناب شات ونذكره بالخير وتتساءل دلال .. هل حقيقتاً نحن أمام تحدٍ كبير مع برامج جديدة تفوق خطورة السناب شات ؟ لنرى ماتخفيه الأيام .
واوضحت الزميلة لطيفة أحمد صاحبة سناب نفائس حساوية بأن وسائل التواصل اصبحت في هذه الايام ضرورة ملحة ومطلب اساسي لكل الناس ولايكاد بيت يخلو من هذه الوسائل يبقى الامر في كيفية التعامل معه فالبعض يسرف في هذه التقنيات الى حد الادمان وهذا بلاشك خطا فادح ومن ضمن الوسائل التي ظهرت على الساحة ولاقت اقبالا كبيرا برنامج السناب شات فاصبح الجميع يوثق لحظات سعادته بل وحزنه ومصائبه بالسناب وامتد الامر الى نشر الفضائح وكشف العورات وغيره من الامور السلبيه
وترى لطيفة أحمد بان وسائل التواصل الاجتماعي كلها على وجه العموم والسناب شات على وجه الخصوص سلاح ذو حدين ومن الافضل استخدامه في نقل صور جميلة ومشرقه عن فعاليات واحتفاليات المنطقة التي يقطن فيها كل فرد والسعي في حاجة المجتمع الانسانية والخيرية ونقلها للعالم وان يكونوا قدوة حسنه للجميع بتقديم المفيد والهادف.
وتؤديدها الزميلة سناب بنت السمانية بقولها : السناب حاجة ملحة وضرورية لا غنى عنه فهو يقرب المسافات كأي وسيلة تواصل أخرى .