
عندما قالت الأم لطفلها تشجيعاً له ليتناولِ الطعام (يجب أن تنهي طعامك كي تصبح قويا مثل باباي)، كان جوابهُ (بل قويا مثل بابا). حينها أدركت الأمُ أن تعلقَ طفلُها بوالدهِ كان أعمقُ وأكبرُ من تعلقه بالشخصيةِ الكرتونية المحببة.
تلك العينان الصغيرتان قادرتان على خلقِ العظمةِ والشجاعةِ في شخصيةِ ذاك الأب، فقوةِ الأب كانت أكثرَ جاذبية وتألقا في ذهن الصغير.
أن تكونَ أبٌ يعني أن تكونَ القدوةُ الأمثل والأروع لأبناءك.قد لا يستطيع الأب التواجد في المنزلِ بأستمرارٍ ليشهد اللحظات اليومية التي يعيشها الأبناء، لكن أقوالهُ وأفعالهُ متواجدةٌ دائما في أذهانِهم، ومحفورةٍ في عقولهم، ومنعكسةٍ في سلوكياتهم وتصرفاتهم مع الأخرين. حقيقة الأطفال هي أنهم كاميرات تسجيل عالية الدقة وبجودةٍ ممتازة قادرة على حفظِ جميع تفاصيل ما يشاهدونهُ خلال اليوم. ويملكون قدراتً خارقةً لتكرارِ ما يسمعونه من كلمات وتمثيل مايرونه من معاملات. فلنحرص دائما على جمالِ ونقاءِ صورنا المطبوعة في أذهان أطفالنا.
لقد أرتكزت عادات الأب في الأكل والرياضة في عقل ابنه فإستبدل الصبي صور عضلات شخصية الباباي بصور عضلات والده. وكذلك يحدث لجميع عادات الأباء وممارساتهم وردود أفعالهم في مختلفِ المواقفِ، أنها ترتكز في مخيلة الأطفال وتُكونَ المخزون السلوكي الذي ينهلون منه ويتعاملون على طريقتة. الأطفالُ صفحاتٌ بيضاء صافية والوالدان هما الأقلام التي ترسم وتشكل تلك الصفحات، فلنحرص على خط الجمال والسلام وتلوين المحبة والرحمة.