
ما أكثر أن نتعرض في هذه الحياة لظروف متتابعة تجعلنا أمام مفترقات طرق تحتم علينا أن نقف أمام خيارات تحتاج منا قرارات سريعة تضعنا على محك الاختيار إما نتنازل عن طموحاتنا وأحلامنا، أو نحارب ونصبر ونتحمل من أجل تحقيقها…
وهنا يتميز البشر في قوة إراداتهم أمام نوازع نفوسهم وغلبة ما يواجههم، فمن يمتلك الطموح والاجتهاد فسيجد أمام كل عقبة تحد يواجهه بقوة عزيمته ويراه اختبارا ذاتيا يدير الأمور لاجتيازه، ويكافح من أجل الفوز متحملا بذلك أعباء إضافية نفسية ومادية يعمل على تجاوزها ليحقق المراد، أما من يعيش التذبذب وتمر به الظروف غير المواتية فإنه يقف ومع نوع من الاستسلام يؤجل إكمال مسيرة تحقيق أحلامه وطموحه كلما عرض له عارض، ولكنه لا يعرف متى تنتهي مدة هذا التاجيل…
وهناك من هو جاهز ومستعد وقد توفرت كل الإمكانيات إلا أنه لا يملك فكرا ولا رؤية تهديه السبيل، فيكون مثله كمثل فاقد كل شيء، وما أكثر هؤلاء الذين يبددون طاقاتهم وقدراتهم وليتهم اطلعوا على الكم الهائل من الأمثلة لنجاحات عظيمة حققها مئات الألوف ممن لم تتوفر لهم الأدوات، بل ومن الذين فقدوا أعضاء من أجسادهم، ويعانون من شظف العيش الشديد ومع ذلك كان لهم مكان في سجلات الخالدين…
لحظات الوعي التي ندرك فيها أهمية أوقاتنا ونعرف قيمة أنفسنا ونتبصر فيما نريد مهمة جدا، فحين نقتنص هذه اللحظات ونسجل أهدافنا وطموحاتنا في ورقة وننطلق ونجعل من مواجهة الصعوبات متعة نتسلى بتجاوزها، وتحد نقيمه ما بيننا وبين أنفسنا فسيكون للحياة طعما أكثر لذة، والإنسان مهما بلغ من علم ووعي فسيواجهه العديد من العراقيل، فلا يخلو طرق طموح منها، فهي تجارب مفيدة لتخطي ما هو قادم، وسبيل تطور نحو الأفضل، ولا يوجد نجاح دون استمرار، فبعد تحديد الهدف ينبثق العمل الجاد لتحقيقه بكل عزم وإصرار، ولا يوجد نجاح بدون جهد أو تعب، ولكن بالمثابرة والإصرار بعد عون الله نستطيع الوصول لغاياتنا…
وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم…
أكتب أهدافك لتحول الأماني إلى واقع، والمستحيل إلى ممكن، والأحلام إلى حقيقة، أكتبها ماذا تنتظر…
* توجيه وإرشاد