
الكاتبة : حنان الريس
من سيخبر الصباح أن نسيج الضوء المنبعث من أعالي ( قلعة مارد ) نسيج ضارب في القدم , ينحدر من أقصى الوادي العظيم ( وادي السرحان ) الذي كان ذات يوم غابة بهيجة , دونت المخلفات الجيولوجية للأسماك والقواقع أنها مرت من هنا وهذا ما يفسر وجود بقايا كائنات بحرية في مجاري هذة الأودية مثل القواقع والأصداف والكائنات البحرية المتحجرة .
حيث كان وادي السرحان مجرى مائي خلال العصور السحيقة ولأن أرض بازو أرض خصبة فقد وجدت في الجزء الشمالي لوادي السرحان أدلة استيطان , تعود لعصور ماقبل التاريخ عثر عليها هنري فيلد في وادي فاير أغلبها أدوات حجرية تعود للعصرين الحجري القديم والوسيط عندما تقف الآن في أعتاب تلك القلعة الشامخة فأنت لا ترىسوى الإنسان الجوفي القديم , وتشم رائحة الخبز المحمر على عسيب النخيل الملتهب لكنك بدون شك ستعلم كيف استطاع هذا الإنسان أن يقاوم ملك الآشوريين آشور بانيبال ويثور عليه أربع مرات متواصلة في حقبة زمنية قصيرةكما ستتأكد أن تلك القلعة العالية تمردت على زنوبيا ملكة تدمر وخلف تلك القلعة يقع السوق القديم ,( سوق الدرع )
حيث رصد المسح الأثري وجود , مجس حفر داخل حي الدرع وقد أرخ هذا الفخار إلى منتصف الألف الأول قبل الميلاد وتمثل هذة القطعة أول دليل على الأستيطان البشري ولأن أرض (أدوماتو )مركز حضاري قديم , أزدهر الوادي عمومًا كمركز للقوافل التجارية ومعبر للهجرات البشرية في بلاد الشرق الأدنى القديم خاصة في عهد الأنباط فأصبح الوادي مقاطعة تابعة لحكم الأنباط وهذا ماتدل عليه بعض النقوش التي رصدها التاريخ
والتي تم إكتشافها في المنطقة وتحوي على ألقابًا عسكرية مما يشير الى أن هذه النقوش كتبت من قبل قوات نبطية والعديد من القرى النبطية بداية من طريق قيال غرب (سكاكا ) وحتى (قصر الصعيدي ) المطل على بلدة كاف شمال وادي السرحان كما أن الملكة (زبيبة ) و (شمس ) و( أباني ) و ( تلخونو ) و( تاربو ) مصدر الملكية العربية الفائقة الجمال , بتوثيق من النصوص الآشورية التي تتحدث عن الجوف خلال غزوات الآشوريين على شمال الجزيرة العربية .لازالت النساء في جوفي أهل للمسئولية ومصدر اعتزاز وفخر للوطن وجل أمتناننا إلى لويس دايجر مخترع الكاميرا الفوتغرافية التي رصدت للجوفيين في بلاد بازو جوانب جميلة من حياتهم القديمة .
نشرت تلك الصور في مجلات ودوريات انجليزية وأوروبية على يد الرحالة التشيكي الويس موسيل داخل قصر مارد ومن أمام ساحاته العظيمة , وإلى تلك العباءة الشتوية الدافئة التي اشتراها الرحالة فوردر والتي كلفتة ثلاثة دولارات عام 1900 للميلاد وكان ذلك المبلغ باهض الثمن
ولكنها تستحق خصوصًا أن العبي الجوفية ذات قيمة كبيرة في فلسطين وسوريا , وفاقت ما تنتجة بلاد العرب من شهرة في البلدان العربية أجمع .ولأنهم مروا من هناك فستبقى عزيزي القاريء وحيدًا سيفوتك الكثير في غابة الزيتون والنخيل والأرض الخصبة التي تعاقبت عليها حضارات ودول وشعوب وملوك وملكات وقصور وقلاع وقنوات جارية ومجموعة كبيرة من الآثار بعضها ستراه لكن السر الأجمل هو المخزون تحت ثراها والذي لايزال ينتظر عمليات التنقيب .
1 ping