
في مجتمعنا –ذوو العقلية اللوامة – كثيرون ، فما أن تسأل شخص عن سبب إخفاقه في إنجاز عمل ما ، فالجواب الأكثر شيوعاً سيتناول على الأغلب إلقاء اللوم على الحظ أو الاخرين ، كالطالب الذي تسأله عن سبب رسوبه في الرياضيات ليجيبك الإجابة المعتادة ( المعلم لايشرح جيداً – المادة صعبة – الاختبار صعباً ) ولن يذكر في إجاباته الحقيقة وهي أنه لم يذاكر جيداً.
إن هذه الثقافة يتعلمها أطفالنا من خلال كلامنا وتصرفاتنا معهم وأمامهم حينما نمتلك هذه العقلية التي تلقي بإخفاقاتها بمن حولها ولاتتحمل نتائج أعمالها .
الجدير بالذكر أن الأساليب التربوية التي تحمل طابع العنف تجاه سلوكيات الأطفال تجعلهم يتخذون من هذه العقلية ذريعة لتبرير هذه السلوكيات للنجاة من العقاب ، فحين يسقط الطفل كأس الماء مثلاً ويعلم أنه قد يتعرض للعقاب فهو بلاشك – إن لم يكذب خوفاً من العقاب – فإنه سيستخدم استراتيجية اللوم لينجو من العقاب ، وهو بذلك سيبحث عن كل ماحوله من وسائل تعينه على تجنب هذا العقاب ، فقد يرمي بالسبب للكوب نفسه أو لأرضية المكان أو بسبب وجود أخيه في ذلك المكان فالمهم لديه أنه يجدد مبرراً له .
خلاصة القول : نحتاج أن نغرس لدى أطفالنا تحملهم مسؤولية أعمالهم وكيف يعيشون حياتهم دون إلقاء اللوم على الاخرين في كل إخفاق لهم في حياتهم ….