
استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي رمزين متألقين الشاعرين طلال الطويرقي وناجي حرابة في أمسية شعرية بعنوان “قيثارة العشق ” وأدارها الشاعر ياسر الغريب وذلك مساء الثلاثاءالسادس من الشهر الحالي بمقر المنتدى بالقطيف .
بدأت معزوفة الشعر بكلمة أدبية للشاعر الغريب وسط نجوم الشعر والأدب قال فيها “أن نقيم أمسية شعرية يعني أن نصنع إيقاعا داخل إيقاع الزمن، أن نفتح نوافذ على المخبوء من ذواتنا،أن نلون الفراغات حتى تصبح لوحة تشكيلية تستبطن ما وراء الغد. الليلة سنحظى في منتدى الثلاثاء الثقافي بلذة الإصغاء لشاعرين يؤثثان بالدهشة والجمال المشهد الأدبي في المملكة”.
وعرّف بالشاعرالطويرقي المتخرج من قسم اللغة العربية بجامعة أم القرى في مكة المكرمة ونشر شعره في الصحف السعودية والعربية، ومثل المملكة في مهرجانات عربية عديدة ، وصدرت له ثلاثة دواوين شعرية، أما الشاعر حرابة فقد أصدر ثمان مجموعات شعرية وحصد العديد من الجوائز، وكتبت عن تجربته الشعرية الكثير من الدراسات البحثية والمقالات الصحفية.
وتناوب الشاعران في إلقاء القصائد العمودية والنثرية ، قبل الحوار الأدبي عن تجربتهما الشعرية.فقد تغنى الشاعر الطويرقي بقصيدة “فراق سيدة البنفسج” التي قالها في وداعه لأمه عند مشاركته في مهرجان الشباب العربي التاسع بالاسكندرية حيث كانت أمه رافضة مغادرته لها، واصفا حالة الوداع وذكرياته المؤلمة، وتبعها بقصيدة غزلية “مساء عذب” يتغزل فيها بمحبوبته ويبث لها أشواقه وهمومه .وقدم قصائد متنوعة “خريف قادم”، “وصايا”، “بساطة” و “غيم” و “طلق” . وقصائد نثرية “مرحلة الأزرق” و “لم يعد سرا” .
وفي ذات السياق اعتلى الشاعر حرابة منصة الإلقاء مقدما له الغريب بمقطع من قصيدته “توضأ يادمي ثملا وصلي” ، وتلاها بقصيدة “عقد يحاول أن يضيئ” المعبرة عن انسانية عالية، ثم غرّد بقصيدته “أغنية” التي حظيت بعشق الحضور وتغنيهم بها .
وفي الحوار حول التجربة الشعرية، رأى الطويرقي أنها كالجنين الذي يحتاج إلى مراحل حتى ينضج، مستعرضا أبرز المراحل الشعرية والتي مر بها، مشيرا إلى أن بداياته كانت بقراءة الشعر القديم وحفظ المعلقات مرورا بقراءة شعر العصور الإسلامية والعباسية وانتهاء بالشعر الحديث والذي «أقام فيه» بحد تعبيره.
وعن كتابته للرواية بالرغم أنه شاعرا؛ أجاب: أنه لايوجد أي ضرر في كتابة الشاعر للرواية؛ وأن في مرحلة ما بعد الحداثة تتجاور الفنون وتتساوق في ما بينها ولا يمكننا الفصل بينها بشكل حازم، فالرواية أحيانا تتلبس لباس لغة شعرية، مستشهدا بمعلقة إمرؤ القيس وشعره. وانتقد عملية الفصل بين الفنون؛ مشددا على أنها عملية غير مجدية لأن الفنون جميعها متقاربة.
ورأى حرابة أن لا أحد من شعراء هذا الجيل يمكن الحكم على تجربته بأنه مؤثر على الآخرين على غرار شعراء جيل الثمانينيات، وقال :أن الحسنة الوحيدة لشعراء هذا الجيل هي انهم يجاهدون أن يكونوا شعراء بحق وأنهم يحاولون تجاوز المرحلة، كما أنهم حملة أمينين لما خلفه لهم الجيل السابق.
وأشاد بالشعراء الذين أجادوا كتابة القصيدة النثرية وتفعيلها، وأشار إلى كتابته المسرحيات الشعرية لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والتي حاول فيها فهم احتياجاتهم وآمالهم وآلامهم.
يذكر أن الأمسية ضمت فعاليات مميزة ممثلة في المعرض الفني للفنان حسن آل عبيد في الخط العربي والفن التشكيلي، وعرض فلم قصير عن حياة الراحل الشاعر حسن السبع، وتكريم الأستاذتين رحاب المزارع وعقيلة آل ربح للحصول على شهادة الدكتوراة الفخرية من المركز الثقافي الألماني لأبحاثهما في مجال دمج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.في الختام أهدى المنتدى الشاعرين الطويرقي وحرابة الدروع التكريمية مع التقاط الصور التذكارية .