لماذا تلبسُنا أحزاننا ,لمَ نجعلُ لها وِرداً وصلاةً ومسافةُ انتظار وترقّب – ألسنا نملكُ حقّ المضيّ على آثارنا ؟
اندفاعنا للحزن والوجع ينافي ركود الموج في قلوبنا يهزمُ انتصارنا اللحظيّ ، إنّ الاندفاع منطق ..ولا يمكن دحض المنطق مهما يكن .لستَ آلياً ذلك يمنحك خاصيّة مميزة في مجابهة ما استطعت
لما لا نُقاوم الغرق بزوارقَ الحُبّ في قلوبنا ؟
كسقوط نجميّ في دواخلنا ، كالتفاتة عاشقٍ ملّ الانتظار على رصيف الوحدة ، صار في قلبه مطارُ ذكريات ومحطّات فشلٍ ذريعة كدمعة طفلٍ في ظلّ الحروب يبكي العالم الضخّم الذي يحاول سرقةَ حقّه في قولِ لا في قول يكفي تَحمل الكونَ في عينيكِ وتُصارعُ انحلال الضوءِ وانشطار الخلايا ،ينكسر في داخلكْ وتظلّ تلملم حطامهُ فيكْ كُل ما حولكَ مجازٌ شاعريّ وشارعيّ انّ المعاني ترتبك في داخلك ..
تدور الأرض فيميلُ جسدكَ للسقوط ، تستسلم بانكسارٍ بالغْ تتشظى ويجمعُ شظاياكَ الوجع ، جدائِلُ الذكرياتْ تطول ويطول معها حزنكْ إنّ للضحكات والهمسات والاحاديث العابرة مكان قصيّ في روحك تستميلُكَ اليها وتظلّ حائراً وفي حينها يمارسُ الكون سلطته التي ما فلحَ في إخفائِها ، يضحكُ هامساً في أُذنكْ : تمالكَ حبّكَ وامضي ،ولكنّك تُحاولُ فكّ هذه الجدائل لترى تعّرجَ روحك في تعّرجها لترى اللون الغجريّ الداكن وتظلّ تُغالي في داخلكَ بأنّكَ نسيت وبأنّ العالم في مؤامرةٍ كبيرةٍ ضدّك .