استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي المصرفي الأستاذ أمين الصفار في ندوة بعنوان “ضريبة القيمة المضافة.. الدوافع والنتائج” بإدارة الأستاذ محمد المحسن وذلك في مساء الثلاثاء الأول من الشهر الحالي بمقر المنتدى بالقطيف .
افتتح المحسن الندوة بالإشارة إلى رؤية ٢٠٣٠م والتحولات الاقتصادية الجارية في وطننا ومنها فرض ضريبة القيمة المضافة ملفتا إلى الاحتياج لتسليط الضوء على تفاصيلها لما لها من تأثير على مستقبل المسار التنموي والموقعية العالمية للمملكة ومعرفا بالسيرة الذاتية للأستاذ الصفار .
وركز الصفار في بداية حديثه على تخفيض الاعتماد على النفط بنسبة ٥٠% المعتمد في الموازنة العامة لعام ٢٠١٨ م مدخلا له في الحديث حول مصادر إيرادات الدول من أهمها الموارد الطبيعية والضرائب والرسوم ومعددا صور الضرائب المباشرة والغير مباشرة المعمول بها في العالم .
وأوضح المقصود بالقيمة المضافة بأنها ضريبة غير مباشرة تفرض على جميع السلع والخدمات في الشراء والبيع من قبل المنشآت مع بعض الاستثناءات ومشيراً إلى آلية فرض ضريبة القيمة المضافة بأنها تأتي في كل مراحل “سلسلة الإمداد” ابتداءً من الإنتاج ومروراً بالتوزيع وحتى مرحلة البيع النهائي للسلعة أو الخدمة.
وحدد العائد من تطبيقها على ميزانية المملكة يتراوح بين ٤٠و ٥٠مليار ريال ولا فتاً النظر أن فرضها ب ٥ % لا يعني ثباتها في المستقبل .كما تناول بعض الدوافع المهمة للجوء دول العالم لفرض القيمة المضافة والمطبقة حالياً في ٥٠ دولة والمردود الإيجابي المتوقع لها.
وعين من الدوافع خطط التحول الاستراتيجي كرؤية ٢٠٣٠مبحيث الهدف من الضريبة إصلاح التشوهات الاقتصادية مثل حالات التستر وغسيل الأموال واقتصاد الظل المعروف باسم “السوق السوداء” .
وذكر منها تحفيز قطاعات الاقتصاد لتنويع مصادر الإيرادات والقدرة على المنافسة مما يساعد في ضبط التضخم وتحسين السلع والخدمات وتقليل هوامش الربح .
وأضاف بأن الضريبة تساهم في زيادة نسبة الشفافية وترشيد الانفاق العام والخاص ومعلقا أن أهم مكسب لتطبيقها يكمن في التعرف على الوضع الاقتصادي وبنيته الحقيقية عبر المعلومات التي ترد من جهات اقتصادية موثوقة بالدقة المتناهية .
وأردف أن تطبيقها ستؤدي إلى زيادة الثقافة العامة حول حقوق المستهلك ومشيراً إلى دورها في العدالة الاجتماعية عبر حساب المواطن بصرف عائد هذه الضرائب على المستحقين لها.
وتحدث عن انعكاسها على العمل التجاري حيث تساهم في جعله أكثر تنظيماً واعتماداً للتوثيق الدقيق للإيرادات والمصروفات وملفتا إلى البقاء في السوق للمؤسسات القوية والمنظمة .
وتناول موضوع قياس أثر الضريبة المطبقة حيث بين أهمية قيام مؤسسات متخصصة بذلك ولافتاً النظر إلى أن تطبيقها بالتزامن مع رفع أسعار الخدمات والطاقة سيؤدي لصعوبة قياس أثر تطبيقها لأن الأثر سيكون متداخلاً.
ونصح ببعض التوجيهات لتقليل الآثار السلبية لتطبيقها على الأفراد عبر ترشيد الانفاق وزيادة الادخار وتغيير العادات الغير رشيدة ونشر ثقافة الانفاق الرشيد في العائلة.
وعدد أبرز التحديات التي تواجه تطبيقها كمفهوم جديد مشيراإلى أن البنية في الأجهزة الضريبية في منطقة الخليج غير مكتملة الشروط إدارياً، ومصلحة الزكاة والدخل هي الجهة المعنية الآن بإدارة جباية وتحصيل الضرائب ومحاربة التهرب الضريبي وغيرها من المسائل المتعلقة.
وأضاف من التحديات الحاجة إلى المحامين والمحاسبين الضريبين الأمر الذي سيخلق فرصاً مستجدة للأعمال والوظائف مع الحاجة لتشكيل محاكم مختصة .وذكر منها مقدار الاستفادة من حجم المعلومات الاقتصادية والاجتماعية الناتجة من تطبيق ضريبة القيمة .
وأفاد أن من أهم التحديات هو معرفة القدرة المالية لدافع الضريبة للتخطيط للاستثمار وصرف عوائدهاو منهيا حديثه بالإشارة إلى أن كافة السلع والخدمات ورسوم الخدمات خاضعة للقيمة المضافة والتي تكون أوضح في رسوم الخدمات البنكية والقروض.
وقد صاحب الندوة فعاليات مميزة إحداها مشاركة الفنانة التشكيلية عصمت المهندس للأسبوع الثاني على التوالي بلوحاتها الفنية التي تحكي تجربتها الفنية ومتحدثة عن مشروعها “مركز ألوان شرقية” وعزمها في جمع أكبر عدد من ذوي الفن التشكيلي لتنفيذ معارض مشتركة في دول الخليج العربي.
والأخرى تكريم الدكتور اسلام المصلي الأستاذ بجامعة أوريغون الأمريكية لإنجازه براءات اختراع في مجال الحاسب الآلي من بينها “لوحات مفاتيح خاصة للبرمجة على شاشة اللمس وموضحاً في حديثه طبيعة تخصصه “تفاعل الانسان والحاسب” كأحد فروع علوم الحاسب ويجمع بين علم السلوكيات والتصميم ودراسة الوسائط المتعددة ويهدف هذا العلم إلى تسهيل التعامل مع الأجهزة الذكية.
في الختام قدمت إدارة المنتدى عبارات الشكر والتقدير مرسومة على الدروع التكريمية للضيوف الكرام الصفار والمصلي والمهندس مع التقاط الصور التذكارية .