احتفى نادي الأحساء الأدبي “بيوم اللغة العربية العالمي ” شراكة مع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، وجامعة الملك فيصل متمثلة بقسم اللغة العربية بكلية الآداب وذلك في يوم الخميس الثالث من الشهر الحالي .
وقد تجلى جمال الاحتفاء من خلال جلستين علميتين في كل واحدة قرئت ورقتين علميتين حيث أدار الجلسة الأولى الدكتور خالد الجريان والمتحدثان فيها الأستاذ الدكتور خليفة الميساوي والدكتور عبد العزيز الجريان.
وأما الثانية أدارها الدكتور عبد الله الحقباني والمتحدثان فيها الدكتور محمد الدوغان والدكتور عبد القادر الحسون. وكان المحور الرئيس للبرنامج هو اللغة العربية والتقنيات الحديثة .
وتحدث الدكتور الخثلان في ورقته عن إسهامات السعوديين في نشر اللغة العربية وتعليمها من خلال التقنيات الحديثة ومؤكدا اهتمام قادة البلاد – حفظهم الله – باللغة العربية لغة القرآن الكريم ولغة البلاد .
وأوضح أن أبناء الوطن ساروا على خطوات قيادتهم الحكيمة فتنوعت خدماتهم للغة العربية في مختلف التقنيات الحديثة كالبرامج الأدبية واللغوية في الإذاعات الرسمية ومشيرا إلى إذاعة القرآن الكريم ومالها من برامج مثل “مختارات شعرية ” ليوسف العقيل، و”ورقات في اللغة ” لناصر الصالح وغيرها .
وأضاف بأن على مستوى الشبكة العنكبوتية هناك الكثير من المواقع التي تعنى باللغة العربية وآدابها ومبينا بأنها نشرت الكثير من كتب التراث العربي وكتب العصر الحديث التي تعنى باللغة العربية، مثل شبكة صوت العربية لمؤسسها الدكتور عبد العزيز الحميد، وموقع الأستاذ الدكتور محمد سعيد الغامدي وغيرها.
وذكر بأن في برامج التواصل الاجتماعي ظهرت العديد من الصفحات التي تعنى بذلك مثل صفحة صوت العربية على الفيس بوك.
أما ورقة الدكتور الميساوي فكانت حول حوسبة اللغة العربية: الواقع والآفاق، وعرف في بداية حديثه حوسبة اللغة بأنها
نقل اللغة الطبيعية وفهمها آليًا واستخدامها في شتى ميادين الحياة التواصلية والتعليمية والإدارية والعلمية والتجارية.
وأردف عن علم اللسانيات الحاسوبية وعن واقع حوسبة اللغة العربية والتي بدأت في سبعينات القرن المنصرم وذلك حينما طرح إبراهيم أنيس حينما زار الجامعة الكويتية على علي حلمي موسى فكرة الاستعانة بالحاسوب في إحصاءات الحروف الأصلية لمواد اللغة العربية بغية الوقوف على نسج الكلمة العربية .
وحدد بأن هذا الإحصاء ورد في كتابين صدرا عام ١٩٧١و ١٩٧٢ثم توالت بعد ذلك الأعمال وفي عام ١٩٨٩م عقد مؤتمران في الكويت اعتنى بالمعالجة الآلية للصرف وقضايا المعجم الإلكتروني والتوليد والتحليل الصرفيين والتحليل والتركيب النحويين .
وأفاد بأن مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض نظمت في عام ١٩٩٢ندوة علمية حول “استخدام اللغة العربية في تقنيات المعلومات” لافتا إلى الكتب الكثيرة التي ظهرت في هذا المجال وإنشاء شركات الحاسوب والبرمجيات للكثير من البرامج من أجل حوسبة اللغة العربية.
وفي الجلسة الثانية تحدث الدكتور الدوغان عن اللغة العربية من موسيقاها إلى عالميتها، ولم يكن هنا الحديث خاصًا بالشعر فقط، بل شمل جميع أنواع الكلام والأدب فاللغة العربية
كما قال تتميز بأنها ذات جرس موسيقي محبب لدى السامع، فكل كلام العرب يكاد أن يكون شعرًا بسبب هذا الجرس الموسيقي الجميل الموجود في أصواتها وفي تآلف كلماتها مع حروفها، وغير ذلك
وتناول الدكتور الحسّون في ورقته العلمية موضوعا جديدا يتعلّق بما يعرف بالأدب الرقمي وهو يمثّل النصوص الأدبية التفاعلية التي تنشأ وتقرأ في الحاسوب .
وأبان أن هذه الظاهرة الإبداعية نشأت في الغرب في أواسط ثمانينات القرن الماضي بظهور نصوص أدبية رقمية منها ما ينتمي إلى جنس الرواية مثل رواية ميشيل جويس “الظهيرة، قصة” سنة ١٩٨٦ م ومنها ما ينتمي إلى الشعر مثل أشعار روبيرت كاندل التفاعلية.
وقد اختلفت الآراء النقدية حول الأدب الرقمي بين النظر إليه بوصفه تواصلا للأدب التقليدي الورقي أو باعتباره قطيعة معه ولذلك سعى الدكتور الحسون إلى التعريف بالأدب الرقمي فتوقّف عند المصطلحات التي تطلق عليه وأجرى مقارنة بين النص الأدبي الورقي والنص الأدبي الرقمي ومقدما نماذج من الإبداع الرقمي العربي وتوقّف عند نموذجين رائدين هما نصّ شعري لعباس مشتاق معن ونص روائي هو رواية شات لمحمد سناجلة.
وخلص إلى أن واقع العصر أنتج ثقافة جديدة هي الثقافة الرقمية ذات البعد الإنساني،ومنوها إلى أنها ثقافة تحتاج إلى تغيير شامل في الرؤى والأفكار والمناهج.
ودعا الحسون إلى إيجاد مادة دراسية في الجامعة تعنى بدراسة الأدب التفاعلي في المواقع الإلكترونية .
وفي ختام الجلسات العلمية قام نائب رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور خالد الجريان بتكريم المشاركين في هذه الاحتفائية باللغة العربية ومقدمًا شكره لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية مع جامعة الملك فيصل كلية الآداب ممثلة في قسم اللغة العربية.