عام مضى بكل ما حمل في طياته من أفراح وأتراح وهو الآن في عداد الماضي الذي صرنا لا نملك منه شيء غير استعادة شريط الذكريات بين الفينة والأخرى كنا تواقون منذ حقبة من الزمن للاطلاع على ما يدور داخل أروقة وزارة المالية ومجلس الوزراء وكلنا فضول لمعرفة ما سيصدر من إحصاءات ومصروفات للعام الماضي واستعداد للعام المقبل ، وكنا نتتبع خطوة بخطوة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ونتلقى الإشاعات والخطابات المغلوطة والتحليلات المالية ونبدأ في إصدار الآراء والأفكار مع بعض التحليل والتفسير لما حصل وما سوف يحصل ولكن بعد أن أُعلنت الميزانية بدأ الكثير منا في التنحي عن ما كان يظن وما كان يأمل لأن الميزانية خالفت كل التوقعات وغالطت كل الإشاعات .
نحن ولله الحمد نعيش في خير وننعم في أمان بفضل الله سبحانه وتعالى ، أي نعم أن الزيادة في بعض الأسعار كادت أن تحبط الكثير ، لكن يجب علينا أن نعي وندرك أن الحال لا يمكن أن يدوم على حال واحد وهناك متغيرات وفي بعض الأحيان تحدث لنا أمور خارجة عن إرادتنا مثل الحروب والكوارث الطبيعية وغيرها من أمور الحياة لذلك يجب أن نقف مع ولاة أمرنا قلباً وقالباً من أجل ديننا والحفاظ على بلدنا وردع كل من تسول له نفسه العبث بأمننا وأماننا أن مثل هذه الزيادة بالأسعار لا تمثل عائقاً لنا عن تأدية واجبنا الديني والوطني بكل أخلاص وأمانة والحقيقة أن الكثير ممن كانوا ينتظروا هذا اليوم أُصيبوا بخيبة أمل بعد إعلان الميزانية لأنهم كانوا يتأملون في أشياء وأشياء ولكن قدر الله وما شاء فعل.
كما يوجد الكثير من المتذمرين والمنتقدين في هذا الوقت لا يعون ولا يستوعبون الخفايا من خلف هذه الزيادة ولكن عزاءنا أنهم سوف يغيرون رأيهم إذا تعدلت الأمور إلى الأحسن في الأعوام القادمة حسب الخطة والمنظومة المُعدة لهذا الأمر أن أمد الله في أعمارنا.
نحن فعلاً بحاجة لخطط تنموية مستقبلية وبحاجة لإعادة النظر في الكثير من الأفكار البيروقراطية لبعض المسؤولين المعمرين في الوزارات الذين فكرهم عفى عليه الزمن وأصبح لا ينفع لهذا الزمان ، كما أننا بحاجة للضرب بيد من حديد على التجار ومن يشد لهم أزرهم من المسؤولين كي لا يرفعوا الأسعار ويحددوا السلع كيفما شاءوا ويتسببوا في التضييق على الشعب مما يحدهم على أمور لا تُحمد عقباها.
أخيراً :
هل المجلس الاقتصادي على علم ودراية بما تفعله الشركات الكبرى التي يمتلكها سعوديين مجنسين الذين يحرموا السعوديين من لقمة العيش ويوظفوا مكانهم أجانب من أبناء جلدتهم ودول أخرى وإذا استمرت تلك الشركات في هذا العمل المشين فسوف تتسبب بأزمة بين أبناء الوطن والحكومة .. أين مجلس الشورى من انتهاكات المجنسين وتمريرهم لأمور مخالفة للأنظمة والقوانين ومداراتهم على المخالفين
ومضة :
مهما كانت الميزانية فليست هي مصدر السعادة والفلاح والنصر .. الفلاح الحقيقي هو أن تثقل موازينك بالعمل الصالح قال تعالى ( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون )..
بوح :
يقول عليه الصلاة والسلام:
”من أصبح آمناً في سربه معافى في بدنه ، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها”