مهنة المعلم مهنة عظيمة كما قال الشاعر قم للمعلم وفــه التبجيلا كادالمعلم أن يكون رسولا. والمعلمون هم جنود الثغور الذين يسهرون لحماية الجيل الناشيء من شباب المستقبل لتعليمهم وتربيتهم على العلم خدمة العقيدة و الوطن ..فالمعلم شمعة تحترق لتنير دروب الآخرين عطاء وآمالاً لأجل الوصول لأعلى المراتب .
عرفت الحضارة الإنسانية التدريس كونه مهنة منذ أقدم العصور وكانتهذه المهنة من أشرف المهن على الاطلاق ، وكون المعلم صاحب مهنة يعني التزامه بأخلاقيات المهنة ، ولأن المعلم صاحب رسالة يعني التزامه برسالته وحدها حتى لو ضحى من أجلها وتحتل شخصية المعلم وثقافته درجة كبيرة من الأهمية.
إن مهنة المعلم ليست مجرد عمل كأي وظيفة يتقاضى عليها المعلم راتبه فقط وإنما هي في حد ذاتها رسالة إنسانية ومهمة ربانية وقد كلف الله بها الأنبياء من قبل حينما أمرهم بتعليم الناس الدين والعلم وعبادة الله وحده فكانت مهنة الأنبياء في الأساس هي تعليم الناس كيف يعبدون الله وحده لاشريك له ، ولهذه الأهمية قال صلى الله عليه وسلم : ” العلماء ورثة الأنبياء “
ولكي يكون المعلم إيجابياً متميزاً فعليه أن لا ينظر إلى مهنته بصورة مجردة على أنها مجرد ربح مادي بل ينظر إليها أنها وظيفة الأنبياء ، وأنها وظيفة سامية مقدسة ، قدسها الله تعالى في كتابه وقدس أهل العلم والمعلمين فقال تعالى : ” يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ “.
فالمعلم قائد وأب ومربي وقد يؤثر في طلابه أكثر مما يؤثر والداه فيه ، فهو الركيزة الأولى في بناء المجتمع ولا تقوم مهنة إلا بدور المعلم لها …إن إعداد المعلم المعاصر يرتكز على الجانب المهني الذي يتطلب الإعداد الأكاديمي والثقافي العام ، وثمة حقيقة واضحة وهي أن أعداد المعلم شرط أساس لنجاح العملية التربوية والتعليمية ، لا يمكن لأي إنسان أن يمارس هذه المهنة إلا إذا قدم الدليل علىكفاءته وحصل على التراخيص والشهادات التي تؤهله وتعده لممارسة هذه العمل الجميل.
وقد أصبحت مهنة التعليم والمنهج الذي يدرس في أي بلد ما عنوانًا وميزانًا يقاس به نشاط المجتمع بل والأمم عامة ، وارتبطت العملية التعليمية والتربوية ارتباطاً وثيقاً بأمرين مهمين هما: التقنيا الحديثة والديمقراطية.وللوصول إلى الهدف الأسمى الذي تسعى إليه المؤسسات التعليمية عامة فإنه يجب أن نلقي الضوء على بعضالتوصيات التي تنشط العملية التعليمية والتربوية وتزيد من فعاليتها ومنها:
تطوير وتعديل أساليب التدريس ، وإعادة تنظيم محتوى المقرر الدراسي بالإضافة والتعديل والحذف ، والتطوير في الأهداف التربوية لتصبح أكثر واقعية وأكثر قابلية للتحقيق كذلك إعداد دورات تدريبية للمعلمين أثناء الخدمة لرفع مستواهم العلمي والمهنيوإعادة النظر في العلاقات الإدارية وتنظيمها وترتيبها وإعادة طبع الكتاب المدرسي بطريقة تتناسب مع المعايير الحديثة للكتب المدرسية وتوفير التقنيات التربوية الحديثة اللازمة لذلك
وقد خطت العملية التعليمية في المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها خطوات مهمة للوصول بالعملية التعليمية إلى ما يصبو إليه المسؤولون عن شؤون التعليم وأخذوا بكثير من هذه التوصيات ليصلوا بالعملية التعليمية إلى المرجو منها في تحقيق التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ، وبذلك يؤدي التعليم هدفه السامي في المجتمع.