قدم الأخصائي النفسي ناصر الراشد والشيخ صالح آل إبراهيم دورة تدريبية بعنوان ” كيف تحقق زواجا سعيدا ” وذلك مساء الأحد الثاني والعشرين من الشهر الحالي واستمرت لأربعة ليال على التوالي بمركز البيت السعيد بصفوى .
أثرى الراشد وآل إبراهيم الحضور الكريم عبر محاور أهمها مثلث التوافق الزوجي وعادات الأزواج السعداء وأيام العناية والحب والاقتدار العاطفي وحماية الزواج من الجمود وكيف تفهم الجنس الآخر وأهمية واتيكيت العلاقة الحميمية وطبيعة الرجل وطبيعة المرأة وتصرفات رجالية ونسائية خاطئة .
وأوضح الراشد في حديث خاص لصحيفة جواثا الإلكترونية حول هذه الدورة التدريبية فقال : إن أول خطوة لتحقيق زواج سعيد ومستقر هو أن نكون مكتشفين جيدين لأنفسنا و لدينا تفسير واضح لسلوكنا و مشاعرنا ومعلقا بأن علينا المبادرة لاكتشاف شخصية الطرف الآخر في العلاقة الزوجية .
وأضاف بأننا نستطيع أن نحقق ذلك من خلال ملاحظة التأثير الذي يحدثه سلوكنا في الطرف الآخر أو من الملاحظات التي تأتينا من شريك الحياة محددا المطلوب أن يكون لدينا سمة تقبل التأثير مع التخفيف من فاعلية الإنكار لدينا .
وأشار إلى أن تقبل التأثير يساعدنا على اكتشاف أنفسنا و فرص التحسين والنمو في علاقتنا الزوجية بينما الإنكار معناه التوقف وعدم النمو في العلاقة الزوجية و ربما يكون سبب في ظهور المشكلات الزوجية في المستقبل أو في أقل تقدير فتورها وغياب الحيوية فيها .
وتحدث حول أهمية تحديد المعنى لبعض المفاهيم الأساسية والمهمة في العلاقة الزوجية معنى “الحياة الزوجية – الحب – العلاقة الحميمية ” ومبينا الاختلاف بين المعنى لدى المرأة والرجل وهذا يساعد في التعرف على الطريقة التي ينظر بها الأزواج لهذه المفاهيم بما يسهل عملية التفاعل والتواصل الإيجابي .
وأبان أهمية توضيح الخبرات الأسرية بالنسبة للزوجين و ضرورة اكتشاف نمطهم أو نموذجهم الزواجي و محاولة إعادة تنظيم هذه الخبرات التي ربما يكون بعضها ضار بالعلاقة الزوجية .
وسلط الضوء على موضوع الفروق النفسية بين المرأة و الرجل وتوجيه المشاركين إلى أهمية التعرف على الفروق وكيفيةاستثمارها لصالح علاقتهم الزوجية مع الأخذ في الاعتبار إنها فرق في النسبة و ليس النوع .
وعلل ذلك بقوله : لكي لا تتحول إلى استراتيجيات تحكميه تشوه العلاقة الزوجية والرجال و النساء لهم نفس التكوين الإنساني فقد تكون النساء أكثر قدرة على التعبير عن المشاعر بينما الرجل قدرته أقل و قد يكون لدى المرأة القدرة على القيام بعدة مهام بينما الرجل يكون محددا جدا ، وإن تفهم هذا الوضع يساعد على تحقيق الانسجام و التوافق الزواجي .
وذكر عن نظام التوقعات حيث يأتي الأزواج للعلاقة الزوجية بمجموعة من التوقعات و الحاجات و عدم تحقيق الزواج لهذه التوقعات يؤدي للإحباط و قد تكون مصدرا خفي لظهور الصراع في العلاقة الزوجية وملفتا إلى أنه ينبغي على الزوجين أن يتعرفوا على أحلام و آمال بعضهم البعض لكي يكون الزواج مصدرا للرضا والسعادة.
وقال عن مجموعة الانتعاش الزوجي هي تنمية العادات الباعثة على السرور والقدرة على التعبير عن المشاعر و إعطاء أهمية للحياة العاطفية والوجدانية في العلاقة الزوجية ومضيفا إن إتقان مهارة الحديث الشيق و الإنصات الفعال و القدرة على التحول لنمط حياة من التعاون والاهتمام والشراكة و أن نرى الأشياء الصغيرة والرائعة في شخصية الشريك و الذي أطلقنا عليه استراتيجية التعرف على بعض من جديد .
وحدد كيفية حماية العلاقة الزوجية من الفتور و ذلك من خلال التنشيط السلوكي و زيادة عدد الأنشطة المشتركة بين الزوجين مع تحديد أيام للعناية و الحب و التخطيط لها مع أهمية أن يكون عنصر المفاجأة حاضرا لكي نعيد النشاط للجهاز العصابي الذي يصيبه التعود من خلال الروتين .
ونوه إلى أن اليقظة الذهنية و الشعور بالإشارات التي تأتي من الطرف الآخر من المهارات المعرفية المهمة جدا ، كذلك القدرة على تأجيل الإشباع من السمات النفسية التي تساهم في تحقيق الرضا الزواجي .
وفسر النضج الانفعالي بأنه كلما ارتفع مستوى الضبط الانفعالي لدى الأزواج كلما أصبحت حياتهم آمنة أكثر لأن الإنسان هنا يختار سلوكه و مشاعره بطريقة واعية و موضوعية و تزداد المشكلات بين الزوجين كلما انخفض النضج الانفعالي لكليهما أو لأي منهما عند مستوى معين .
وختم بإن السعادة الزوجية ليست عملية مصادفة أو عمليةعشوائية و لكنها ثمرة سلوك قصدي وعمدي في غالبه يصدر من أحد الزوجين بهدف إسعاد الآخر .