يحتار القلم من أين يبدأ في ذكر سيرة وحياة النبي الأكرم ( ص ) ولكن هناك مصادر قوية تكفيك المؤونه من تحدثها عنه من أهل العلم والخبرة وإليكم بعض مما ذكر :
1⃣ وصفه الله عز وجل تعالى بأجمل وأفضل وسام :
(وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)
[سورة القلم 4]
أو كما قال الحق تعالى :
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)
[سورة اﻷحزاب 21]
2⃣ ذكره أمير المؤمنين علي عليه السلام حيث قال عن النبي (ص) :
(اخْتَارَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْأَنْبِيَاءِ وَمِشْكَاةِ الضِّيَاءِ وَذُؤَابَةِ الْعَلْيَاءِ وَسُرَّةِ الْبَطْحَاءِ وَمَصَابِيحِ الظُّلْمَةِ وَيَنَابِيعِ الْحِكْمَةِ ).
و منها : (طَبِيبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّهِ قَدْ أَحْكَمَ مَرَاهِمَهُ وَأَحْمَى مَوَاسِمَهُ يَضَعُ ذَلِكَ حَيْثُ الْحَاجَةُ إِلَيْهِ)
3⃣ ذكر الزهراء عليها السلام لأبيها :
(وَأَشْهَدُ أنّ أبي مُحَمَّداً صلّى الله عليه وآله عبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اخْتارَهُ وَانْتَجَبَهُ قَبْلَ أَنْ أَرْسَلَهُ، وَسَمّاهُ قَبْلَ أنِ اجْتَبَلَهُ، وَاصْطِفاهُ قَبْلَ أنِ ابْتَعَثَهُ، إذِ الْخَلائِقُ بالغَيْبِ مَكْنُونَةٌ، وَبِسِتْرِ الأَْهاويل مَصُونَةٌ، وَبِنِهايَةِ الْعَدَمِ مَقْرُونَةٌ، عِلْماً مِنَ اللهِ تَعالى بِمآيِلِ الأُمُور، وَإحاطَةً بِحَوادِثِ الدُّهُورِ، وَمَعْرِفَةً بِمَواقِعِ الْمَقْدُورِ. ابْتَعَثَهُ اللهُ تعالى إتْماماً لأمْرِهِ، وَعَزيمَةً على إمْضاءِ حُكْمِهِ، وَإنْفاذاً لِمَقادِير حَتْمِهِ).
(فَرَأى الأُمَمَ فِرَقاً في أدْيانِها، عُكَّفاً على نيرانِها، عابِدَةً لأَوثانِها، مُنْكِرَةً لله مَعَ عِرْفانِها. فَأَنارَ اللهُ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله ظُلَمَها، وكَشَفَ عَنِ القُلُوبِ بُهَمَها، وَجَلّى عَنِ الأَبْصارِ غُمَمَها، وَقَامَ في النّاسِ بِالهِدايَةِ، وأنقَذَهُمْ مِنَ الغَوايَةِ، وَبَصَّرَهُمْ مِنَ العَمايَةِ، وهَداهُمْ إلى الدّينِ القَويمِ، وَدَعاهُمْ إلى الطَّريقِ المُستَقيمِ)
4⃣ سُئِلَتْ السيدة عَائِشَةُ عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ ( ص) فَقَالَتْ: ((كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ.))و كل ذلك نستخلصه من كلام الرسول الأعظم (ص) ( لقد أعطيت جوامع الكلم )
ولقد حمل القرآن الكريم رسالة عظيمة مليئة بالمعارف والقيم إلى أمة جاهلية جهلاء فيها من العناد والصلابة وخشونة الخلق والتعصب الأعمى، والدليل على ذلك ماحدث له من اعتداء عله عند باب بيته وفي الطريق وأثناء الصلاة عند الكعبة المشرفة .
وأكثر الأحداث إيلاما ماحدث عند ذهابه صلى الله عليه وآله إلى الطائف وتوجهه إلى الله بالدعاء : (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس أنت أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى عدو يتجهمني أم إلى صديق ملكته أمري إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي ) وكأنه يقول في ذمة الله وعلى طريق محبته .
كما أن لكلمات وأفعال الرسول معان واضحة وأسرار عميقة لها دلائل واضحة، غيرت خريطة العالم حيث انتشر الإسلام بسماحته وكلما تعمقت في هذه الدلالات والمعاني والبيان في القرآن الكريم الذي كان يتلى في آناء الليل والنهار اكتشفت ذلك وكذلك دل على ذلك الخلق الرسائل التي أرسلها إلى الملوك والرؤساء لدعوتهم إلى الإسلام .
كما أن دعوة النبي لصحبه للهجرة الأولى إلى الحبشة كان اختياريدل على بعد النظر وحمل رسالة إلى العالم، كما أن الهجرة الثانية إلى المدينة المنورة واستقبال أهلها له واختيار المسجد والذي دفن فيه يدل على قوة الارتباط بالمسجد الذي انطلقت من خلاله دعوته.
وعندما يؤذن المؤذن للصلاة ويذكر فيه أشهد النبي رسول الله فهو يوثق عمق العلاقة مع النبي ( ص) نتمنى أن نستفيد من حياته وأن نرى تعليم القرآن الكريم وسيرة النبي صلى الله عليه آله سلوكا نتفسه ونسير عليه ونورثه الى الأجيال من بعدنا.