الأحساء تاريخ عظيم وحضارة عريقة على مر العصور المتعاقبة نتاجها الحضاري كبير وكثير في مجالات عدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والزراعية . فقد فاق تاريخ الاحساء كثير من البلدان المجاورة لما حباها الله من الخيرات والنعم . فشهرتها ذاع بين الاقطار بل اقترن اسم الاحساء ببعض منتوجاتها الزراعية والصناعية فاذا ذكر تمر الاخلاص قيل اخلاص الاحساء اطيب واذا ذكر البشت او المشلح قيل البشت الحساوي افضل .
فهناك في الاحساء منتجات كثير وعديدة منها الخبز البلدي والتمر بانواعه والدبس او عسل التمر والبشت الحساوي ( المنسوج بأيادي وانامل الاحسائين المهرة ) او ذاك الرز الاحمر او كما يقال له العيش الحساوي غالي الاثمان لانه ذات قيمة غذائية كبيرة وغيرها من المنتجات التى تنتجها الاحساء وتشتهر بها .
ولكن ثم سؤال محير لم أجد له اجابه لماذا لم تاخذ هذا المنتوجات سمعتها كما في الماضي في ظل الانفتاح الثقافي والاعلامي على مصراعيه ولم يحدث لها اي علامات التحسين في المنتج ليواكب الحداثة ، فمن وجهة نظري ان هناك اسباب ساهمت بشكل كبير في ذلك ومنها
– المجتمع الاحسائي مجتمع محافظ جدا ولا يقبل بشكل كبير الافكار التحسينية بسرعة الا بعد مرور زمن ليس باليسير ، فثم هناك اناس من يفضل تخزين التمر بالطريقة التقليدية ويجد لها ميزة لا يجدها في الطريقة الحديثة . كذالك الخبز الاحمر المخلوط بالتمر هناك من يشري هذا النوع من الخباز البلدي رغم قلة النظافة فيه والرقابة الصحية من قبل البلدية ووجود شركات حديثة تنتج نفس النوع وبنفس الطعم الا انه يلاقي رواج كبير من قبل المجتمع .
– الدراسات والبحوث العلمية لم نجد لها اي اسهامات تذكر في تحسين جودة المنتج والاعتكاف على الابداع في الانتاج فهناك فائض كبير من التمور فلماذا لم نجد طرق لاستخراج السكر النباتي من هذا الفائض .
– الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية نجدها لم تقم بشي يخدم هذا المنتجات بشكل واضح الا في الاونة الأخيرة من خلال مهرجان التمور ام من خلال مهرجان الاحساء مبدعة ( الذي وضع لاجل الحفاظ وليس لتحسين والتطوير ) .
ثم هناك اجتهادات واضحة وبارزة من بعض الاعلامين الذين يسهمون في ابراز معالم الاحساء وتاريخها في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام حيث يخرجون بين فترة واخر بشي جميل عن الاحساء وخيراتها . فشكرا لهم من اعماق القلب على هذا العمل المتميز الذي يخدم الاحساء ويبرزها عبر وسائل التواصل الاجتماعي الذى اضحى سمة هذا العصر .