لقد جاء الشتاء وبدأت سريرة بعض الأدوية بالانتعاش ونفضت عن نفسها بعض النعاس . فدواء الكحة كثر الطلب عليه وبدأ يشعر بالخيلاء على من الأدوية وخاطب الصيدلي قائلا : أنا الأن صاحب الرقم القياسي في الأدوية المصروفة فرد عليه الصيدلي سعيد قائلا : صحيح أن لكم فائدة نوعا ما لكن المريض يستطيع التغلب علي الكحة بدونكم وذلك إذا التزم ببعض التوجيهات الصحية مثل : الإكثار من شرب السوائل الدافئة وعدم شرب المياه الباردة .كذلك عدم التعرض للهواء البارد والحرص على تدفئة الرقبة قبل الخروج وعدم الانتقال من أجواء إلى أخرى وذلك حتى لا يتعرض للرشح والكحة والزكام وإذا أصيب أحد بهذه الأمراض وقرر الطبيب المعالج أن يلجأ المريض لهذه الأدوية وذلك حتى لا يتعرض إلى عدم القدرة على إخراج السوائل من صدره أو إلى ألم شديد من الكحة
وتوصي الهيئات العالمية للغذاء و الدواء للأطفال الذين تقل أعمارهم عن السنتين بنوعين من أدوية الكحة وذلك بحسب نوع الكحة فالسعال (الكحة) هو استجابة تلقائية ورد فعل لتهيج المجرى التنفسي بسبب عدة أمور منها :وجود الكثير من الإفرازات أوالتعرض للغازات المهيجة أوالمواد المسببة للحساسية أوالغبار والدخان علاوة على الإصابة بالالتهابات والأدوية المصروفة تعتمد على نوع الكحة إن كانت جافة أو يصاحبها البلغم أو المخاط أو وجود بلغم على الرئتين .وهل تحتاج إلى مسكن فقط أو إلى طارد ومقشع للبلغم وهذه الأدوية لها آلية في العلاج وذلك حسب تشخيص الطبيب المعالج.ولها الكثير من الملاحظات والتنبيهات وحولها الكثير من الاشاعات والخلطات العشبية التي لا يعرف مصدرها العلمي ولها
جرعات محددة ومناسبة بحسب العمر والجنس وهل لها تداخل مع الأدوية التي قد يستخدمها المريض او للبن أو المشروبات الأخرى ويوجد هناك مصادرعديدة لأدوية الكحة بعضها طبيعة وبعضها كيميائية وبعضها يضاف له العسل وبعض الأعشاب كما أن لهذه الأدوية بعض الآثار الجانبية فمعظم من يأخذون أدوية السعال لا يصابون بآثار جانبية إلا النعاس الذي يعد شائعا بين مستخدميها فإن كان الدواء يسبب الشعور بالنعاس، يجب عندها الحذر من قيادة السيارة أو العمل على الآلات التي تتطلب الحرص أو اليقظة بعد استخدامه والتحذير من الشعور بالنعاس موضح على العلبة
لذلك ينبغي الحذر وهذه الأدوية لا تؤخذ إلا تحت إشراف طبي ولمدة من الزمن وذلك حسب الجرعة المناسبة لكل عمر وبعض هذه الأدوية لا تعطى للأطفال الأقل من سنتين كما ذمرنا ذلك لأن لها تأثيرا على الجهاز العصبي المركزي وبعضها لاتعطى في حالة البرودة الشديدة وهذا الدواء يأتي على شكلين طبيين منها السائل ومنها القرص ويصرف حسب الحالة المناسبة وفي هذه الأثناء سمع الصيدلي سعيد صوت همس ولمز من أدوية المضادات الحيوية وهي تردد بفرح نحن أيضا لنا رنة وطنة والكل يبحث عنا لكن للأسف نؤخذ أحيانا بعشوائية من المرضى وبدون وصفة طبية وذلك لانتشار البكتيريا والفيروسات في موسم الشتاء ولتشابه الأعراض التي لا يستطيع إلا الطبيب المعالج التفريق بينها وما زالت الأبحاث الطبية تخلق منا جيلا جديدا وتطورنا لنواكب الاستهلاك وكلنا نشعر بالقلق والخوف من أن نصبح بلا فائدة للمريض إذا تناول جرعة أقل أو أكثر من اللازم أو أوقف الاستخدام إذا شعر بتحسن .
رد عليه الصيدلي : نعم ، صدقتم ولذلك نحن نقوم بالتوعية كل سنة في يوم المضادات الحيوية وذلك للتقليل من استخدامها إلا عند الضرورة واستخدامها الاستخدام الأمثل فتحديد المضاد الحيوي لابد أن يكون بعد إجراء اختبار لتحسس المريض من المضاد وعدم إجراء الاختبار المناسب واختيار المضاد بالتخمين يؤدي إلى الضرر فوصف المضاد دقيق جدا وذلك حسب الأعراض وبعد إجراء التحاليل الطبية وبحسب عمر المريض وطبيعة المرض إن كان عدوى بكتيرية أو غير ذلك
نتمنى أن لا يظهر نوع من البكتيريا المقاومة للمضادات الموجودة و الذي يتطلب صنع مضاد جديد قد لا يسعف الوقت للمختبرات بصنعه فعلى سبيل المثال فيروس الانفلونزا الذي يغير من شكله بين فترة وأخرى لذلك تضطر مراكز الأبحاث العلمية لصناعة لقاح جديد مقاوم له ويعطي مناعة ضده .
ولقد تداول حديث حول فاعلية وجدوى التطعيم ضد فيروس الانفلونزا من قبل بعض الأشخاص في قنوات التواصل الاجتماعي ولأهمية هذا الموضوع تحرص المنظمات الصحية كل سنة على توفيره والقيام بحملات توعية وتطعيم في المساجد والمدارس والمراكز التجارية وذلك للحد من الإصابات والتي ترهق المرضى وتشكل عبئا كبيرا من الرعاية الصحية على المستشفيات وانتشارا أكبر بين المرضى في هذه المستشفيات وكما قيل : ( درهم وقاية خير من قنطار علاج ).
نتمنى أن يكون المجتمع واعيا ويتقبل التوعية الصحية ويأخذها من مصادرها الرسمية والمواقع الإلكترونية المعتمدة ويشجع على استضافة الأطباء والصيادلة فى الميادين العامة والتجمعات من نوادي وديوانيات ومنتديات خاصة تعتني بنشر الثقافة والتدريب بأسلوب احترافي من صوت وعرض وكتيب ومشاركة بالأسئلة والمناقشة ونحن الصيادلة علينا عدم التسرع في صرف الدواء الذي نحن أعلم به من غيرنا وأن نسلمه إلى من يستحقه بأمانة وصدق
وأخيرا أيتها الأدوية لن نفضل دواء أو مجموعة على أخرى في الصرف على حساب المريض وحالته الصحية وما يناسبه من ذلك ونتمنى الصحة والعافية لكل مريض وأن لايري الله مكروها لأحد وأن يحمي الوطن والمواطن