استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي الفنان عبد المحسن النمر للحديث عن تجربته في العمل الدرامي في ندوة بعنوان “مساجلات وحوار حول الدراما الخليجية” وذلك في مساء الثلاثاء الثالث من الشهر الحالي بمقر المنتدى بالقطيف .
عبر رئيس المنتدى الأستاذ جعفر الشايب في حديث خاص لصحيفة جواثا الإلكترونية عن “مرئياته حول الندوة ” فقال : أمسية الدراما الخليجية مع الفنان عبدالمحسن النمر كانت أمسية متميزة بداية وأن المنتدى يهدف إلى إشراك الفعاليات الثقافية والفنية في استعراض تجاربها في المجالات المختلفة ومشاركة هذه التجربة مع الجمهور العريق من المتابعين والمهتمين .
وأردف أن المحاور كانت مهمة والنقاش المفتوح مع الفنان كان ثريا للغاية وكذلك المادة التي قدمها كانت جاذبة وممتعة .
ونوه إلى أنه قد تم استعراض العديد من القضايا التي تتعلق بمعوقات الأعمال الفنية والأنشطة الفنية والتصورات المستقبلية لها .وأكد بقوله هذا دأب المنتدى أنه في مناسبات عديدة يستضيف شخصيات فنية مرموقة ومعروفة للحديث حول تجاربها الفنية .
وأشاد مدير الأمسية الكاتب المسرحي عباس الحايك بالفنان النمر واصفا إياه بأنه نجم يشار له بالبنان وأيقونة من أيقونات الدراما الخليجية وقنصلا للدراما السعودية . وسلط الضوء على سيرته الفنية المتألقة منذ البداية في مسلسل “الشاطر حسن ” ومتحاورا معه في باقة من القضايا الفنية .
قدم النمر أجمل التحايا للحضور الكريم من نخبة أهل الثقافة والفنون معبرا بأنهم أهل الفن المتجذر فيهم حتى النخاع بأشكاله الاجتماعية والتراثية ومتصفحا ذاكرة الأيام في مشاهداته للتمثيل يبزغ في المناسبات الدينية والاجتماعية المختلفة بالقطيف، ومشيرا إلى تجربتة الأولى في التمثيل كانت تجسيدا لقصيدة الشاعر القطيفي علي المصطفى.
واستعرض نبذة عن حياته الفنية الثرية ملفتا إلى أن ألعابه في طفولته ” حالة مسرحية ” فهي قريبة من حركات التمثيل ومعبرة عنها ومبينا خطواته المتدرجه مع المسرح بأشكاله المختلفة ومشاركته في المؤسسات الفنية والثقافية كجمعية الثقافة والفنون.
وقال أن “الدراما في المنطقة الشرقية لها طعمها وفنها المميز لوجود الكثير من الفنانين الرواد الذين كانوا يمارسون الأعمال الفنية على الرغم من قلة الامكانيات وبساطتها”.
وأردف أن جغرافية المنطقة لم تجعلها تحظى بالحظ الوافر من الاهتمام بفنونها والبرامج التلفزيونية مثل المناطق الأخرى، ومعددا لبعض الأعمال الدرامية المحلية التي شارك فيها مثل “مجاديف الأمل” الذي رأه معبرا عن الحالة المحلية بامتياز مع أنه لم ينل حظه في التوزيع والانتشار.
وعلق على أن مسلسل “طاش ما طاش” عمل فني ناجح بكل المقاييس وقد تحول إلى كونه أنموذج ومقياس لبقية الأعمال، أما مسلسل “درب الزلق” فقد رأى بأنه محتويا على العديد من الأخطاء الفنية لكن ميزته أنه معبرا عن حالة عفوية وليدة اللحظة مما أكسبه الجاذبية والتلقائية أمام المشاهد.
وعلل اهتمامه باختيار المخرجين بعناية في كل عمل يقوم به يعود إلى أن العمل الدرامي ليس مجهودا فرديا، وأن المخرج لأي عمل فني لابد أن يمتلك الوعي والقدرة على أخذ أقصى ما يمكن من حقيقة الممثل .
وذكر أن تقييم العمل الفني يأتي من أشخاص متخصصين وليس تعبيرا انفعاليا ومنبها أن الدراما لا تطرح حلولا كما أنها لا توجه المشاهد إلى مايجب القيام به ، بل أنها تخلق حالة من الصدمة الداخلية أحيانا ومن هنا على الممثل أن يكون صادقا مع الدور الذي يقوم به إلى النهاية .
وأضاف أن العمل الدرامي التلفزيوني عمل متقطع وليس متواصلا كالعمل المسرحي، وتحدث عن ممارسته للانتاج الفني مشيرا إلى أن الممثل يلجأ ليكون منتجا ليقتنص فرصة فنية أو تجارية .وتناول تجربته في الحياة العملية وقراره بترك الوظيفة والتفرغ للعمل الفني لأنه واجه صعوبة في الجمع بين العملين في ذات الوقت.
وناقش مشاكل العمل الفني منها قلة الفنانين الماهرين بشكل عام ، وغياب المؤسسات الراعية لهم كنقابة الفنانين وغيرها حيث يفتقد العاملون في هذا المجال لأي ضمانات معيشية. ومن أبرز المشاكل القائمة هي قلة كتاب السيناريو في المنطقة.
واسترجع تجربة بعض الفنانين المشهورين الذين شارك معهم كعبد الحسين عبد الرضا مثنيا عليه لامتلاكه كارزما مؤثرة وشخصية حقيقية وصادقة، وتحليه بالتواضع على الرغم من مكانته العالية.كما تحدث عن انطباعاته في العمل مع الفنانتين سعاد عبد الله وحياة الفهد ووتميز واختلاف أسلوب كل منهما.
ونصح الممثل بأن يفرض وجوده ودوره من خلال الإصرار والاستمرارية والمواصلة في العمل وموضحا أن الفرص واسعة ومفتوحة في الوقت الراهن أمام الدراما مع وجود جاهزية اجتماعية كبيرة ومشيرا إلى ضرورة الفصل بين الترفيه والسينما التي هي عبارة عن فكر وذاكرة وتوثيق وليست مجرد فقرات ترفيه، فالدراما في رأيه تختزل كل المعاني والتأثير.
وأكد على ضرورة تفعيل العمل الفني بكل أشكاله مستشهدا بدور المسرح المدرسي في تأهيل الطلبة على العمل الجماعي وتقوية شخصياتهم وتنمية قدراتهم وإبراز مواهبهم الفذة .
وقد ألقت الفنانة زينب البوسعيد كلمة عن معرضها الفني الذي ازدانت أرجاء المنتدى بلوحاته الجميلة وعن تجربتها الفنية التي طورتها أثناء دراستها الجامعية في أمريكا ومشاركاتها في المعارض الفنية وفوزها بمجموعة من الجوائز.
كما تحدث المخرج المسرحي ياسر الحسن عن إنجازاته وأعماله الفنية والتي كان آخرها مسرحية “الشرقي الذي فقد” والتي فازت بأفضل نص مسرحي في مهرجان “عشيات طقوس” بالأردن.
وفي الختام أهدى المنتدى أجمل عبارات الشكر والتقدير منقوشة على دروع تكريمية للفنان النمر والمخرج الحسن مع التقاط الصور التذكارية .