لا يروي حديث الذهب إلا من معدنه ذهب إنه حفيد المصطفى الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام الذي امتلك القلوب بأقواله وأفعاله فكان بحق سلطان، يحكم بعدل الله وعلى منهاج جده رسول الله، ليغيظ بحكمه العادل المتجبر الغادر المسمى بالمأمون والذي لا أمان له..
ولد الإمام الرضا عليه السلام في المدينة المنورة بنور جده المصطفى سنة 148 هجرية ونشأ في أحضان التقى وتربى في بيت من البيوت التي رفعها الله بالعلم والإيمان.. صار الإمام الرضا عليه السلام إماما على الأمة سنة 183 هجرية بعد استشهاد والده الإمام الكاظم عليه السلام..
المعترف بإمامة الرضا عليه السلام ظل راكبا في سفن النجاة مبحرا بها إلى دار السلام بقلب مطمئن ونفس راضية، أما من توقف فزلت قدمه وسقط في أوحال الجهل ومستنقع الضلال المودي به لسعير النار..
لما طولب الإمام الرضا عليه السلام بالرحيل عن مدينة جده المصطفى، شد الرحال وسار بوقار ولما وصل نيشابور طولب بحديث من قبل أهلها وعلمائها فأظهر عليه السلام رأسه من الركاب ليروي لهم حديثا قدسيا عن آبائه الكرام ذاكرا أسماءهم واحدا واحدا حتى وصل لجده المصطفى ليرويه عن جبريل عن الله عز وجل القائل(كلمة لا إله إلا الله حصني، من قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي) أدخل رأسه ومشى خطوات ثم أظهر رأسه ثانية وقال(لكن بشرطها وشروطها وأنا من شروطها)، سمي هذا الحديث بحديث الذهب لتسلسل الرواة المعصومين له..
ظهر نجم الإمام الرضا لامعا في سماء طوس، لينير العقول والألباب، لم يرق للمأمون أن يرى نور الإمام الزاهر وقد شع في أفئدة من يحسبهم عبيدا عنده فما كان منه إلا أن دس إليه سما في عنب والرمان، ليخفت به نوره فكان له ما أراد حيث استشهد الإمام عليه السلام بذلك السم النقيع وحيدا غريبا في السابع عشر من شهر صفر سنة 203 هجرية وعلى رواية في الثامن والعشرين من صفر سنة 203 هجرية فإنا لله وإنا إليه راجعون..