أتسمع ما يقال في الصيدلية من حديث الأدوية نسمع صوتاً يصدر من هنا وهناك فيه لمحات من التفاخر والتمايز أيكون ذلك بين الأدوية لنصغ جيداً لعل شيئا يفيدنا من هذا الحوار .
السيد القرص ! أنا القرص صنعني الصيدلي في معمله من مواد كيميائيةأو ذات أصل نباتي بتركيبةٍ خاصة تجعلني ألج إلى جوف المريض مُطلقاً المواد العلاجية اللازمة في الوقت المناسب وبتركيزٍ محسوب لعلاج المريض مما يجعلني أفضل وأسهل في الاستخدام و ألواني مختلفة زاهية للكبار وقد تجذب الصغار إن لم يرشدوا للابتعاد عني وتشبهني أختي الكبسولة التي تتميز عني بأنها تستطيع حمل كمية أكبر من الدواء في غلافها الكبسولي وكذلك سرعة تفريغها للمواد العلاجية بسرعة امتصاصها بعد تحلل الكبسولة الجيلاتينية وهذا يميزنا كعائلة الأشكال الصيدلانية الصلبة (عن طريق الفم ) إننا نقدم الدواء بجرعة كاملة لا تحتاج إلى قياس أو ضبط وزن .
سمعت السيدة القارورة وهي من الأشكال الصيدلانية السائلة عن طريق الفم (المعلقة منها والمستحلبة والسكرية الطعم وغيرها) هذا الحديث فضحكت هي ومن يشاركها وصحيباتها القوارير وقالت للسيد القرص لقد تجاوزت نفسك كثيراً أيها القرص الصغير ! سريع التلف والانكسار عندما يلامسك المريض برطوبة من يديه المبتلتين بالماء أما نحن فيضعنا الصيدلاني في زجاجة ملونة أو بيضاء حسب تفاعلنا مع الضوء في قوارير أنيقة الشكل والمنظر ذات غطاء آمن وهي مفضلة لأحبابنا الصغار لنكهاتنا المختلفة مما يجعلنا سريعي الامتصاص دون خوف على أحشائهم الرقيقة.
السيدة الحقنة .. سمعت الحقنة هذا الكلام فانبرت بالرد عليه وهي تشمر عن ساعدها وتقول 🙁 أنا صنعني الصيدلي للحالات الطارئة في الإسعاف والعناية المركزة ) تم تشكيلي بهذه الصورة الغير مرغوبة للكثير من الناس و هي للطبيب خير عون للمجالات الطارئة وإنقاذ الأرواح بسرعة جداًً وليس كما أنتما عليه حيث أن مرضاي في أمس الحاجة إلى الوقت الذي يطول مع استعمالكما وهنا وقف كل من الشراب والأقراص وقفة رعب مما يوحي إليه تصميم الحقنة والإبرة المغروسة فيها وطلبا منها الابتعاد عنهما وفي أثناء هذا الجدال ظهر صوت هادئ وحنون وهو صوت
السيدة القطرة ذات الشكل المميز وهي تسير وتقول أنا من صُممت بهذا الشكل لأهم الأعضاء في الجسم ( العين والأذن والأنف ) لأضخ الجرعة المناسبة لهم من الدواء المعالج أو السائل المرطب أو المنظف المنعش ،حيث أنني أستعمل للعلاج أو للترطيب أو للوقاية من الروائح أو الأبخرة وهذا الذي يجعلني محببة لمن يستعملني لسهولتي وصغر حجمي وتفاعلي السريع وليس مثلكم أنتم لاتستطيعون أن تصلوا إلى هذه الأجزاء إلا بعد عناء طويل قد يسبب الأذى للمريض إذا لم أتدخل بالسرعة المناسبة وخصوصاً في حالات تنظيف العين أو الأذن .
ما أن سمع السيد البخاخ ذلك حتى أتى مؤيداً للقطرة وهو يقول وأنا كذلك لي مثل هذا الدور وخصوصاً للأنف وأمراض الصدر والتي تحتاجني لحالات الأزمات في ضيق التنفس لكل من مرضى الربو أو بعض المرضى الذين يعانون من التحسس بل أكثر من ذلك لبعض الحالات الرياضية وشكلي الأنيق الدقيق يجعلني سهل الحمل والتخزين بل والتنقل أيضاًً في جيب من يحملني وأما المرهم وصل وهو يزحف من ثقل الدواء المحمل به .
السيد المرهم لثقل ما يحمله أتى وهو يترنح لشكله الغيرمتناسق وانبرى يقول أنا لي أهميتي للأمراض الجلدية والأجزاء الحساسة في الجسم ولي عدة ألوان وأشكال تساعد على الشفاء من الأمراض والوقاية من الشمس وإبعاد الجفاف عن الأجسام الرقيقة التي دائماً تضعني في حقائبها حتى استخدامي في الأوقات المناسبة .
أما الاشكال الصيدلانية الأخرى من التحاميل والبودرة والحبيبات والمسحات والمحاليل والغسول فكانت تتكلم ، بهمس لأنها تقول نحن لا نستخدم إلا للحالات البسيطة والتي يعجز عنها استخدامكم ولكن مهما قلنا لن يُسمع لنا صوت لأننا نوضع في أركان الصيدلية غير البارزة والصيدلي لا يصرفنا إلا نادراً خلال اليوم وبالرغم من أن الصيدلي يصنعنا إلا أنه لا يتمكن من تركيب موادنا إلا بهذا الشكل ولنا استخدامات مهمة لكن بعد كلام إخواننا وأخواتنا الأشكال الأخرى لم يترك للسيف مضرب .
هذا الحوار الذي سمعه الصيدلي جعله يتفاعل معهم ويقول أنا أتعامل معكم في كل لحظة من لحظات عملي لمساعدة ورعاية المرضى ولا غنى عنكم في القيام بما أقوم به فلكم الشكر والتقدير وعلى من يتفاعل معكم أن يقدر ما تقومون به وذلك بالحفاظ عليكم في المكان المناسب المبرد وغير المعرض للشمس والغبار وأن يتعامل معكم بحرص حتى تكونوا عوناً له في التخلص من الأمراض بإذن الله.