واصل الداعية نايف العساكر، هجومه اللاذع على الكاتب والإعلامي جمال خاشقجي، منددًا بعلاقته بقطر وتقديسه لجماعة الإخوان المسلمين، المصنفة “إرهابية”.
وقال العساكر، في مقال له مساء السبت (21 أكتوبر 2017) بصحيفة “الرؤية” الإماراتية: “وصف جمال خاشقجي منهج جماعة الإخوان المسلمين بالاعتدال والوسطية، ما جعل العقلاء يستغربون من هذا الوصف الغريب العجيب. وعندما عرض عليه الوطنيون مثالًا من أبرز القيادات الإخوانية، الذين تربوا في حضن الجماعة وتفتخر بهم، كأيمن الظواهري وأسامة بن لادن وأبو بكر البغدادي، وهم عينة من الإرهابيين الذين عاشوا وترعرعوا داخل التنظيم، كان جواب جمال غير مناسب وقال: “أن لا يحتملوا منهج الإخوان ويخرجوا عنه وعليه، فهذا دليل اعتدال المنهج، ولو كان يجيز لهم سوء صنعهم لبقوا فيه ولما خرجوا وبغوا عليه قولًا وفعلًا”.
وأضاف: “وأتعجب من خاشقجي كيف يزعم أنهم خرجوا من التنظيم؟ ومن يثبت أنهم خرجوا؟ وإن كان هو يوهم بأنهم خرجوا عن التنظيم، فما رأيه في زعماء التنظيم كيوسف القرضاوي ويوسف ندا وعبد المجيد الزنداني وسلمان العودة وحامد العلي، وغيرهم.. فهل هؤلاء هم رموز الاعتدال عنده؟”.
ومضى العساكر في رده على خاشقجي قائلًا: “طبعًا جواب جمال، هداه الله، بلا شك لم يتغير حيث أجاب عن هذا السؤال في مواقع التواصل الاجتماعي بجواب غريب عجيب لا يختلف عن سابقه، حيث اتهم أن من ينتقد هؤلاء الرموز لديه بأن الزمن سيمحو ما كتب عنهم (في نقدهم) ويبقى ما تركه هؤلاء من علم مخلدًا.. إلى آخره”.
وتابع: “يا جمال اتقِ الله عز وجل فالله عز وجل يقول (ستكتب شهادتهم ويسألون). كيف تدافع عن رجال أساؤوا استخدام الدين لمصالح حزبية مقيتة، فيوسف القرضاوي هو رأس الأفعى الإخوانية، ومواقفه وفتاواه الإرهابية الدموية يشهد عليها القاصي والداني، وعبد المجيد الزنداني رجل عرف بغمزه ولمزه في دول الخليج وبمواقفه المتلونة مع الحوثيين، وكلنا نذكر فتاواه بأحقية الحوثيين للخمس من أموال المسلمين، وكذلك لمزه في قوات التحالف، وزعمه بأنها تستهدف مقدرات اليمن وثرواته. والكلام عن بقية الرموز الذين ذكرناهم، من لمز وهمز في السعودية والإمارات وبقية دول الخليج.. هو قريب من هذا أو أشد سوءًا”.
ورأى العساكر أن “دفاع جمال عن هؤلاء ليس مستغربًا، فهو معروف بمواقفه النكبوية غير المنضبطة كوصفه للحوثيين في السنوات الماضية بأنها حركة نهضوية، حيث كان يستشهد بحركة موسوليني على غرار حركة حسن البنا”، منوهًا بأن “هذا الطرح الذي طرحه والدفاع المستميت عن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية ووصفه لهم بالمنهج المعتدل، لعله بسبب قوة الروابط بينه وبين رموز الجماعة بل والتنظيم الإخوانية العالمي”.
ووجه العساكر في نهاية مقاله اتهامًا مشوبًا بالسخرية لخاشقجي قائلًا: “إن سعادته يحظى بعناية ورعاية من الجماعة، وكذلك قربه من يوسف ندا مفوض العلاقة السياسية والدولية في جماعة الإخوان المسلمين”، متسائلًا: “كيف نلتمس لكم يا جمال العذر في دفاعك عن هذا التنظيم الدموي، وتهجمك على وطنك عبر القنوات والأجندة القطرية الداعمة للتطرف؟، أهذا هو الاعتدال الذي تدعو له الجماعة؟ وجعلتك مناكفًا لوطنك مدافعًا عن الباطل وأهله.. فبئس الاعتدال وبئست الجماعة”.
يشار إلى أنه كان قد نشب سجال ناري بين العساكر وخاشقجي، استمر لساعات على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وكان محوره: الدور التحريضي الذي يمارسه رئيس تحرير “الوطن” السابق، ضد وطنه من مقر إقامته في الولايات المتحدة الأمريكية.