عاشت الأحساء أسبوع دامي من الاحزان والاوجاع حيث الوجوه الصفراء والرؤوس الحاسرة والإقدام الحافية والأصوات العالية والباكية والحزينة ، خلال أسبوع أصيب عدد من ابنائنا الطلاب بحوادث سير اثناء دخولهم وخروجهم من مدارسهم ليفجع اهلهم بما حل بهم من مصيبة .
خرجت أصوات يدلون بآرائهم حول هذه القضية ويلقوا التهم إلى هذا وذاك ليضعوا حلول لهذه الحوادث المتكررة ( حوادث الدهس ) من وضع المطبات الصناعية او الجسور المعلقة للمشاة او المراقبة بالكاميرات في الشوارع المحيطة بالمدارس . وتناسوا امرا واحدا وهو التوعية المرورية في المدارس لم يلقوا لها أهمية ، وهي نفس تلك الاصوات التى وقفت أمامنا حين طالبنا بوضع مادة توعوية للمرور في المدارس للجنسين والقوا علينا التهم بالتحرر بحجة اننا نطالب بقيادة المرأة للسيارة ولكن الحمد لله خرج القانون بالسماح بقيادة المرأة وانتهى الأمر . فالتوعية مطلب أساسي لتثقيف النشئ بضرورة وفهم قواعد المرور والمشاة ، فلو كانت هناك مادة تدرس في مدارسنا لم نجد تلك الحوادث المرورية والنسب العالية والوفيات في تلك الحوادث فضلا عن الإعاقات الدائمة والخسائر المادية .
انا هنا لا القي التهم او احمل المسؤولية على جهة معينة بل اقول اننا شركاء في هذه الجريمة التى تمس ثروة الوطن وعماده وباني مستقبله . فإدارة المرور مقصرة في وضع الإرشادات التى تشير إلى قرب مدرسة او مطبات صناعية تحد من سرعة السيارة او الإرشادات الأرضية والتى تشير إلى عبور طلاب وطالبات مدارس . اما إدارة المدرسة فهي لا تخلو من المسؤولية أيضا حيث يكمن قصورها في عدم المطالبة من الجهات المختصة في وضع أرصفة وإرشادات مرورية أمام المدرسة التى يوجد أمامها مساحات شاسعة من المواقف المخصصة للسيارات . اما المسؤول الأكبر من حوادث الدهس هو انا وانت يا ولي الأمر ( الطالب / الطالبة ) نعم انت وانا !
اقول وانا واثق بما اقول حيث السيارات المتكدسة والغير منتظمة أمام المدرسة أثناء حضورنا لأخذ أبناءنا من المدرسة . فالفوضى التى نحن بسببها هي وراء تلك الحوادث . فهناك بعض الطلاب يخرج مسرعا ليحض اباه فرحا به لتحتضه سيارة ليست مسرعة بل تريد الخروج من المواقف من الخلف او الإمام ولم يعلم او يشاهد ذلك الطفل الذى يقف او يقع خلف السيارة لصغر جسمه وقصر قامته ليعصر ذاك الطفل وتحدث الكارثة . فلو كان هناك انتظام في تلك المواقف وتعاون من أولياء الأمور في الوقوف بشكل منتظم للسيارة لما حدثت تلك الحوادث ، وسلمنا وسلم اطفالنا .
حفظ الله ابنائنا الطلاب والطالبات من كل سوء واقر أعيننا بهم انه سميع مجيب الدعاء .