▪لطالما تحدث المجتمع على مختلف فئاته وشرائحه ولا زال عن تعثُّر مسيرة التعليم في بلادنا ، بالرغم ممَّا توليه الدولة من إهتمامٍ وبذلٍ للنهوض بأهم دعامة تقوم عليها الأمم وهي دعامة تهيئة عقول الناشئة وصقلهم ليكونوا قادة المستقبل ويواكبوا ما ينتظرهم من تحولاتٍ تصبُّ في مسار الرؤية المستقبلية المنتظرة للوطن .
▪فلا نكاد ننتهي من الحديث عن عثرةٍ من عثرات وزارة التعليم حتى نفاجأ بأخرى ، في ظلِّ سياسة المركزية الذي يتبعها وزير التعليم الحالي وقد عنيْتُه بالذكر دون سواه لحرصه على أن يكون في الواجهة فكان له الدور الأبرز في كافة العثرات التي تم رصدها ولأن أي مسؤولٍ عن أي وزارةٍ أو جهةٍ متى ما كانت توجهاته وإهتماماته سليمةٌ وتهتم بالكيف وليس بالكم ومتى ما كانت قراراته مدروسةً فإن النتائج ستكون عند الأهداف المتوخَّاة وأن ذلك سينعكس على أداء الجهات المرتبطة به وهذا ما تفتقده وزارة التعليم .
▪ وما نلحظه مع معالي وزير التعليم الحالي – هداه الله – لنفسه أولاً ثم لأداء الأمانة التي أنيطت به والتي حتماً سيُسأل يوماً وعمَّا قدمت يداه وما تمخضت عنه أفكاره ، فما نلحظه أنه منذ تقلُّدِه لعمله قبل عامين توالت الملاحظات ، وكشف عن عدائيةٍ للمعلم كما جاء على لسانه في سقطاتٍ لفظيةٍ متكررةٍ كقوله ” أنه لا يوجد لدينا معلمٌ حقيقي” أو بإطلاقه عبارته الإستخفافية ( الشكائين البكائين ) ولا أعلم هل يدرك أن هذه عواملٌ مؤداها النيل من مكانة المعلم وهيبته وتخالف ما حفظناه في الصِّغَر من قصيدةٍ لأحمد شوقي حيث يقول في أحد أبياتها :
قُمْ للمعلَم وفِّهِ التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
▪كما أقدم على إتخاذ قراراتٍ تعسُّفيةٍ بحق البعض مثل ما حدث مع مدير إحدى المدارس التي عبث طلابها خارج أسوار المدرسة بالكتب بعد أداء الإمتحان فتمت إقالته ، في الوقت الذي ظهرت هناك أخطاءٌ كوارثيةٌ في طباعة بعض المقررات مطلع العام الدراسي الحالي فكان لزاماً المسارعة بسحب ملايين النسخ وإعادة تصويب الخطأ مع ما صاحب ذلك من هدرٍ للجهد والمال ولكن قُيِّدت تلك القضية ضد مجهولٍ ، إلى أن خرج علينا معاليه بإضافة ساعة للنشاط – وقد أفضتُ في الحديث عن هذا القرار في مقالٍ سابقٍ
▪ وأخيراً نفاجأ بالترويج لعباراتٍ غير مألوفةً في كتاب مادة “لغتي الخالدة” للصف الأول المتوسط للجنسين في آحدث طبعة ، وقد دُسَّ واضع المنهج السمَّ في الدسم بكتابة عبارةٍ أقل ما يقال عنها أنها مقصودةٌ لهدم ثوابت التربية وتصدُّع الإسرة وتفكك المجتمع ويظهر هذاًجلياً في الصفحة (43) حيث وُضِعتْ إجابةٌ على أحد الأسئلة الإفتراضية التي وُجِهت لمجموعةٍ من الشباب حول موضوع ( الحياء ) وجاءت إجابة أحدهم أو إحداهن حرفياً بهذا النص : ( إن مرحلة الشباب رائعةٌ في حياتنا فدعونا نستمتع بها بلا ضوابط ولا قيود أخلاقيةٍ أو إجتماعية ) .
فالسؤال الذي يتبادر هو : كيف أجيز طباعة هذه العبارة ؟؟؟ وآمل أن لا يظهر علينا أحدٌ فيبرر بأن ما جاء في الكتاب حول الإجابة على سؤال موضوع الحياء أنَّ ذلك ممَّا يعزِّز لغة الحوار وإتاحة الفرصة للناشئة بأن يعبِّروا عن أرائهم بلا تحفظٍ ومن ثمّ يمكن تقويمهم ، فأقول له : أن بعض الأباء والأمهات قد لا يتعاملون هم أنفسهم مع أبنائهم من منطلق إشاعة ثقافة الحوار وسماع الأراء إما لجهلهم أو للبيئة المحيطة بهم ، والبعض الآخر قد لا يجد وقتاً للجلوس مع أبنائه ، فلماذا نرسِّخ مثل هذه العبارات ونضعها في منهجٍ ربّما لا يكون هناك الإهتمام أو الوقت الكافي من البيت أو المدرسة لشرحه ومناقشته وتصويب ما فيه من خطأٍ في الوقت الذي يمكن إعطاء الدرس بدون هذا التنظير ودون سلوك هذا المسلك الملتوي .
▪وهنا يحقُّ لنا أن نقارن بين خطأ معالي الوزير في هذه السقطة وعدم متابعته لما يقوم به العاملون تحت قيادته وبين ما تقدم التنويه من تبنيِّه قرار إقالة مدير المدرسة الذي أقيل لذنبٍ لم يقترفه ولم يكن مسؤولاً عمَّا يفعله الطلاب في طرقاتهم وفي منازلهم من عبثٍ بالكتب فأيهما أولى باللوم والمؤاخذة ؟؟
وحقيقةً نحن أمام خللٍ في المناهج كان الأولى على الجهة المعنية بالوزارة وصولاً الى معالي الوزير أن يتمّ تلافي مثل هذا الطرح سدّاً للذرائع وإيصاداً لأبواب الشرّ ، إلاَّ إذا كان هذا يدخل في توطئةٍ تجعلنا ننتظر الأسواء فإلى الله المشتكى والله من وراء القصد .
2 pings