هل تتذكر ياعاشقي الملائكي !
ماذا ؟ لقائنا الأول على أريكة المقهى المخملية
وحين نحتسي تلك القهوة السمراء من بين الأكواب الزجاجية ..
فـكم يتكرر مشهد إرتجافة كفي
كلما عانقتها بين كفيك بتلك الحنية السخية .
وكيف ..؟ بغيت صامتاً !
ترى بريق عيناي وإحمرار وجنتاي
وخصال شعري المنسدلة على وجهي .
ماذا بعد ؟!
اصبحت الساعة الحادية عشر : وتسعة وعشرون .
دق الجرس بصخب وصدى ..
أنتهى وقت اللقاء .
كم شعرت حينها بالإرتباك .
يراودني شعور ، اصابتني الحيرة
صوت بداخلي يضج .
يكرر اخر لقاء آخر لقاء .. آخر لقاء …
كم شعرت بالألم و الانكسار .
كأم تفقد جنينها الأول والوحيد المدلل .
وكل هذا يحدث امام عينيها بكل عنف .
تقترب روحي منه أكثر من ذلك
وحتى جسدي يقترب أكثر فأكثر .
لعل تسكن اضطراباتي القلبية ..
لعل تجف دمعاتي التي ملئت المكان
حتى تبعثر الكحل الأسود .
اقترب مني ي جميلي .
أود أن أمّس وجهك للمرة الأخرى من هذا اللقاء ..
لعل يكتب رب العباد بإن أراك للمرة الثانية
وليست الأخرى .
هذا هو ايماني حتى ألتقيك بلا حرمان .
اصمت قليلاً وعيناي تخاطب عيناه الناعسة ..
إلا بصوت غريب يصدر وكأنه من خلفي !
كأنه من ؟ لا أعلم !!
ألتفت للوراء لأرى من ؟.
رجل عجوز بأواخر الثمانين من عمره .
ابنتي .. صغيرتي ..
حسناء الرجل الملائكي .
كفي عن البكاء فإنه لا يليق بعينيك الواسعة
كفي عن الألم الذي يعتصر قلبك الطفولي ..
جميلك بعد لم يبتعد ..
قريب من حبل الوريد لقلبك
اسعد روحك !
سوف ترين جمال عينيه الناعسة مجدداً
وبالقريب العاجل أيضاً ..
وماذا تودين بالعلم بعد يا حسناء ؟!
حتى تكفي عن بكاء تلك العينين الكحيلة ..
نعم لم أنسى بعد يا صغيرتي ..
أخبرك بإن سـ تكملين بناء أحلامك الوردية
مع جميلك تحت سقف تلك الكوخ الأبيض الصغير
المقابل لمقهى العشاق فقط .
الكوخ الذي لا يتسع سوى لحسناء وجميلها .
أهدأي مرةٌ أخرى سوف تعانقين و تقبلين
حتى يرتوي مابين أضعلك الأربعة والعشرون .
سوف تضحكين بكل جلجلة ، وترقصين بكل حب
وحتى تطهين الطعام مع بهارات العشاق الإيطالية .
وأخيراً سوف تصبح الساعة
الثانية : وصفر : وصفر : وصفر ..
سوف ينال عينيه النعاس ، فـ يلتفت باحثاً عن مأوى
يحمل كل ما فيه ويلجأ دون أذناً منك
فـيغفو كالطفل الشقي
في ظل أحضانك الذي لا تليق إلا