الإمام علي بن الحسين عليه السلام: دستور الحق ونبراس الهداية لأمة جده المصطفى صلى الله عليه وآله، والصراط الموصل لشاطئ السلام، بنفسه الهائمة في حب الله والعارفة لحقه، والمسطرة لأخلاق الرسالة المحمدية بقلبه النابض بسلوك الفضيلة، ليعلم كل من أراد البقاء في رحاب العبودية الحقة لله، فهو زين العابدين وسيد الساجدين عليه وعلى آبائه طيب السلام..
للإمام زين العابدين عليه السلام الدور الريادي في حفظ النهضة الحسينية وإظهار الظلم الواقع على صاحبها المقدس والأهداف السامية لتلك النهضة الخالدة بدماء الحسين وصبر زينب ودموعه الزكية التي ما برح يمزجها بطعامه ويبديها في شرابه للقاصي والداني ليشهدهم بها على عظيم الجرم الذي ارتكبه بنو أمية في حق سبط رسول الله وسيد شباب أهل الجنة عليه السلام..
لم تله الإمام السجاد مصائب كربلاء عن أداء دوره المناط به من الله في هداية الأمة حيث اتخذ عليه السلام الدعاء وسيلة لهداية الأمة وتعليمها أصول الدين وفروعه وتزكيتها من دنس الذنوب بالتوجه للودود الرحيم، ليتوج ذلك الدور العظيم بإخراج زبور آل محمد المسمى بالصحيفة السجادية..
لما رأى الإمام السجاد عليه السلام الحقوق ضائعة مسلوبة في ظل حكومة فاسدة، كرس جهده المبارك في إبرازها لتصان، لعلمه عليه السلام أن في صيانة الحقوق سلامة الإنسان وعيشه عزيزا كريما في هذه الحياة..
ختام القول مرآة لبدايته في ذكر إمام قاسى الظلم، وأظهر الخير ليبقى نبراس الهداية ودستور الحق إلى أن قضى نحبه مسموما على يد لئيم باغ هو الوليد بن عبدالملك شهيدا محتسبا في الخامس والعشرين من شهر محرم الحرام سنة 94 من الهجرة المحمدية المباركة..