الراوي. جعفر الشايب- جزيرة تاروت
ولدت في منزل صغير بالبلدة القديمة (الديرة) بجزيرة تاروت شرق المملكة، وحيث أنه لم توجد حينها شهادات ميلاد أو غيرها، كان يعتمد على اضافة المواليد لدى في دفاتر حفائظ (تابعية) آبائهم بتسجيل العام فقط (١٣٧٨هـ). شغلني الفضول لاحقا للبحث عن تاريخ ميلادي كاملا، وكان أفضل مرجع هي الوالدة رحمها الله، التي سردت لي احداث ولادتي وربطتها بتواريخ ولادة أبناء وبنات الجيران والعائلة الكبيرة إلى ان توصلت إلى أن تاريخ ميلادي الكامل هو ١٣ جمادى الاول ١٣٧٨.
في المرحلة الثانوية أردت ان أتقدم خطوة، فاكتشفت مع بعض الزملاء في ملحق مجلد قاموس (المورد) لمنير البعلبكي طريقة لتحويل التاريخ الهجري لميلادي والعكس، وتم هذا الإنجاز ليكون التاريخ الميلادي هو ٢٦ نوفمبر ١٩٥٨م، ولكنه ظل غير مثبت رسميا. لكن الصدف تريد ان تضيف لي أيام فرح جديدة، فعندما ابتعثت للدراسة الى أمريكا حيث كانت الانظمة تتطلب توفر تاريخ ميلاد كامل، فاجتهد مسئولون الملحقية باختيار بداية راس السنة الميلادية كتاريخ ميلاد لنا نحن ثمانية من الطلبة الذين وصلنا في نفس الوقت مع تغيير السنة فقط للبعض.
كنّا في معهد اللغة “مجموعة المحظوظين الثمانية” المولودين جميعا في راس السنة الميلادية، وتحير في ذلك جميع من تعامل معنا من معلمين وزملاء من مختلف دول العالم. بدأنا نعالج موضوع تواريخ الميلاد تدريجيا من خلال تعديل الوثائق الرسمية كرخص القيادة والسجلات الجامعية، الى ان استقر بِي الحال على تاريخ ميلادي الحقيقي.
عدت الى المملكة، حيث بدا حينها تنظيم ادارات الاحوال المدنية ومن بينها ضبط تواريخ الميلاد، بحيث يعتمد الاول من الشهر السابع الهجري كتاريخ ميلاد لمن لم تكن لديهم شهادات ميلاد، فكان نصيبي الحصول على تاريخي ميلاد جديدين أحدهما بالتقويم الهجري (١/٧/١٣٧٨هـ) ويقابله بالميلادي (١٠/١/١٩٥٩م). حاولت مع الموظف تعديل التاريخ فرد بان ذلك يتطلب موافقة جهات عليا وتحليل الدم وقضايا معقدة.
زوجتي تفضل الاحتفال بيوم ميلادي حسب التاريخ الهجري الأصلي، وأبنائي يفضلون الاحتفال بالتاريخ الميلادي الأصلي، أما زملاء البعثة فلا يفوتوا الحفل الجماعي لعيد ميلادنا المشترك. بقي يومان أحدهما هجري والآخر ميلادي استخدمها وقت الحاجة للجمعة والفرح واللقاء مع الأحباب.
اعتقد ان خمسة أعياد ميلاد في السنة كافية كي تضفي على الانسان مزيدا من السرور والبهجة والسعادة، زادكم الله أعياد ميلاد أكثر وجمعكم مع من تحبون دوما.
جعفر الشايب