في يوم من أيام بداية الأسبوع كنت متجها إلى عملي ومررت بأحد المراجعين وقد استوقفني قائلا لي :
هل أنت صيدلي أو طبيب أو ممرض ؟ فقلت له : إنني فني صيدلي فماذا تريد ؟
أجابني بصوت خافت ويدين ترتعشان ورجلين لا تكادان تحملانه و بشفتين ذابلتين وعرقه يتصبب و أخبرني أنه يحس بالتعب ويريد مني قياس سكره هل هو منخفض أو ! مرتفع
لقد كان الرجل كبيرا في السن شعرت بالبنوة اتجاهه فقد كانت بمثابة الأب لي وأخبرته أنه بحاجة إلى سوائل وراحة ورعاية طبية فأجلسته على أقرب كرسي وأعطيته علبة من عصير البرتقال المحلى كنت أحملها بين يدي وطلبت منه شربها وأنها هدية بسيطة مني ورجوت منه قبولها وطلبت منه الانتظار ريثما آتي بفني المختبر ، فتوجهت إلى القسم القريب من العيادات الخارجية وطلبت من أحد الزملاء أن يحضر جهاز فحص السكر المتنقل ويذهب معي لقياس سكر الرجل المسن .
توجهنا معا إلى حيث يجلس الرجل المسن ذو الشيبة والوقار وقد بان عليه العلم والأدب و الأناقة فناديته : يا عم سوف نقيس سكرك الآن فأخذ زميلي بفحص السكر فكانت النتيجة أنه يعاني من انخفاض بسيط في السكر فقلت له : يا عم ألم تتناول فطورك ؟!
فقال لي : لا فقد كنت في عجلة من أمري وقد أخذت آخر جرعة لدي من الإنسولين وأتيت مسرعا لكي لا أتأخر عن صرف الدواء فقد أتيت إلى الصيدلية الخميس الماضي وأخبروني أن آتي يوم الأحد لأن الأدوية التي أحتاجها غير متوفرة في ذلك اليوم .فأعطيته فطيرة خفيفة وطلبت منه تناولها وبعد أن تناولها أحس بالراحة قليلا وبعدها أخذته إلي الصيدلية وصرفت له الأدوية التي يحتاجها واستأذنني شاكرا لي ما قدمت له من مساعدة .
طلبت منه قائلا : يا عم أريدك أن تذهب معي إلى قسم التثقيف الصحي فهو قسم يعتني بكم ويوجهكم إلى ما تحتاجونه من رعاية واهتمام فذهب معي وجلسنا مع الفريق الطبي التوعوي وأخبرتهم عن قصة صاحبنا ليتم الشرح له بكل لطف وعناية وإرشاد مناسب لحالته الصحية وإعطائه كل المعلومات عن طريقة أخذ العلاج والغذاء
وكيف يتعامل مع الطعام كمية ونوعا .تقدم الرجل المسن بالشكر لما قدمناه له من خدمة جليلة فقلت له : يا عم هذا قسم التثقيف الصحي تستطيع زيارته في كل مرة تحتاج فيها إلى معلومات أو أي استفسار وفي حال لم تشف غليلك المعلومات أطلب إحضار الفني الصيدلي للإجابة على أسئلتك وعن طريقة استخدام الأدوية الجديدة والمضافة حديثا ونحن في خدمتك دائما ونعتز بثقتك بنا .