خلقنا الله جميعاً من الطين ونعود جميعاً إلى الأرض التي خلقنا منها ونتدثر بتربتها ..التقيت قبل أيام عددا من الأشخاص نناقش بعضاً من الأعمال سعدت كثيرا بتعريف اثنين منهم بأنفسهم عندما سألتهم من أين هم كانت إجابة تثلج الصدر”من بلادي اليمن” الحقيقة أنني أحب العمل معهم فهو أناس مجتهدين في أدائهم ومن خلال تجربتي معهم تعلمت منهم الكثير والكثير
حضر اجتماعنا ثلاثة غيرهم الأول عرف بنفسه على انه بريطاني واكتفى والآخر عرف بجنسيته الأمريكية واكتفى … أما الثالث فعرف بنفسه على انه بريطاني من اصل عربي وحدد جنسيته الأصلية وعندما خلقنا الله تعالى لم يجعل طين خلقتنا مراتب ودرجات ولم يصنف تربتنا لعوائل وانساب وامرنا ألا نختال بأنفسنا وألا نتنابز بالألقاب
المرء إن لم يكن خيره لجنسه وجنسيته فلا خير به للآخرين ..لن نقف على الصراط في استواء ونعبره مسرعين لمجرد أننا حملنا جنسية بعينها ولن تفتح لنا الجنسية الأخرى أبواب الجنة لندخل من أيها نشاء
لقد خلق الله عز وجل لكل وطن مميزاته وخيره وشره .. يوم البعث سنقف سوياً على ذات الأرض لا نعني سوى إنسان في حضرة الخالق المنان – لن نحمل معنا جواز السفر المختوم بتصريح الدخول – لن يتخطى أحدنا الآخر لمجرد انه يحمل جنسية افتخر بها في الدنيا ولن ينادينا الله عز وجل بجنسياتنا وحجم ثرائنا أو شدة فقرنا ولن يحاسبنا على أخطاء غيرنا من أبناء جنسيتنا ولن يقول دعوا الأمريكي يتقدم أولا والعربي يقف بآخر الصف
لماذا يخجل البعض من جنسيته …. من أصوله وأسرته لماذا؟
وقد خلقنا الله سواسية ويميتنا سواسية ويحيينا يوم البعث سواسية أن من خلقكم لا يستحِ من بعضكم ويجد جنسيته عار عليه فـفقيركم وغنييكم وأبيضكم وأسودكم سواء عند خالقكم …افخروا بأنسابكم دون خيلاء فنبيكم يفخر بكم وأنتم خير أمة أخرجت للناس
محكم دولي ومستشار إعلامي
1 ping