اعذرني ايها يا غالي التراب إن أخفق قلمي في كتابة ما يتناسب وأرضك الطاهرة ونسائم هوائك الزكي، وخيوط شمسك الذهبية ونور قمرك الفضي الهادئ، وعذب مائك الجاري في جداول بساتينك ذات النخيل الشامخة..
وطني أنى للكلمات الركيكة والجمل الهزيلة، والسطور المتواضعة أن تحكي قصة عظمة أرضك وطهارة ترابها وعبق عطر أجوائك وامطار سحبها..
وطني بالأمس حينما كنت جنينا في أحشاء أمي غذتني من دمائها عشق ترابك ، فنمت أعضائي على حبك، وحينما خرجت من أحشائها مزجت صرخة خروجي لهذه الحيا بدموع مودتك بعد أن شممت نسائم هوائك العليلة..
وطني سنون تصرمت بحكاية عشق لترابك وسنون أقبلت بحمل أثر ذلك العشق لبيقى نبراسا لامعا ..
وطني ها انا ذا اليوم صرت مشجرة مثمرة بثمار طيبة تؤتي أكلها لتحصده بذرت نبتتها على ترابك وأرويتها بمائك الزلال وها أنا ذا صرت ساعدا من سواعدك الخير المعمرة لأرضك والمنمية لاقتصادك وصرت فكرا مضيئا بالعلم الذي نهلته من مدارسك وجامعاتك..
وطني من العار أن أجافيك ومن العار أن أخذلك فأنت في قلبي ساكنا وعطاؤك في ذاكرتي باقياً وجميلك لن أنساه أبدا..
وطني لقد أعطيتني الكثير في سنين خلت وآن الأوان لرد الجميل لك..
وطني لقد كان لترابك الأثر في صلاحي ولهوائك الأثر في نجاحي وشكري لك لا يفيك حقك بل خدمتي لك وتضحياتي قليل في حقك..