بثينة الماجد..شخصية قيادية برزت من خلال عديد من المناصب التي تولتها حتى أصبحت مشرف وحدة الامتياز بشركة أرامكو السعودية وهي عضو لجنة التدريب بمجلس الغرف التجارية السعودي إضافة إلى كونها أول سيدة أعمال تفوز بجائزة غرفة الأحساء للتميز .. تسعى الماجد لتمكين المرأة الأحسائية اقتصاديا عبر التدريب إضافة إلى عضويتها في لجان الغرف التجارية والتي تقوم على إيصال صوت المستثمرين في نفس الصناعة .
صحيفة جواثا الإلكترونية إلتقت بالماجد فكان الحوار التالي :
لكل بداية قصة ..لذا حدثينا عن بداياتك ؟
بعد التخرج من الثانوية لم أجد التخصصات التي قد أتحمس لدراستها في جامعة الملك فيصل حيث أغلبها كان تخصصات تربوية للعمل في مجال التعليم، ولأني لم أتخيل نفسي كمعلمة، فاخترت تخصص تغذية فكانت أمي دائماً تقول شهادتك سلاحك بوجه الزمن، فحرصت على امتلاك سلاحي رغم تحديات التوفيق بين متطلبات الأسرة والدراسة وبعد التخرج تم قبولي في أحد المستشفيات الخاصة وخلال العمل سعيت بكل مايمكن للتطويررغم التحديات وتأخر الرواتب وقتها.
وكيف واجهتِ هذه التحديات في بيئة العمل؟
كنت أبادر بالمشاركة في أي فرصة للتطوير حيث منها المشاركة بورقة علمية في أحد مؤتمرات التغذية في مملكة البحرين وهكذا حتى أصبحت مشرفة قسم التغذية العلاجية ومع البحث المستمر وجدت فرصة وظيفية أفضل في إحدى المدن الطبية العسكرية لأشغل منصب مشرف لأحد الأقسام فيها، وهناك كانت عدة عوائق ضخمة وكان أهونها انعدام فرص الترقية الإدارية للسيدات وعدم تقبل الأفكار الجديدة للتطوير والتحسين واستمريت في تطوير ذاتي عبر الدورات تدريبية والمشاركة في مؤتمرات محلية وعالمية لكني وجدت نفسي أمام طريق مسدود سيؤدي لتكون جميع أيامي بنفس اللون الرمادي .
ماهي نقطة التحول في مسار حياتك المهنية ؟
قررت أن اتخذ قرارا مختلف بأن أحدد لنفسي مسار حياة يناسب ميولي ويمكنني من تطوير مجتمعي ومن خلال مراقبتي لذاتي وأدائي خلال العمل لاحظت ميلي للتطبيقات الإدارية وقيم القيادة فبدأت بدراسة ماجستير إدارة الأعمال وأثناء الدراسة بدأت مؤسستي المتخصصة في التدريب وأنا على رأس عملي وركزت فيها على الريادة المجتمعية كقيمة عامة، وقدمت فيه أنشطة متخصصة بالتدريب والتطوير المهني والريادي والهدف كان أن تسد هذه الخدمات الثغرة التطويرية والتربوية التي بسببها تواجه معظم فتياتنا الطموحات مطبات كثيرة أثناء محاولتها الصعود للأعلى في مسيرتها المهنية.
كونك من أبرز سيدات الأعمال بالأحساء، فماهي رسالتك لسيدات الاعمال في الاحساء وكيف تقيمين مستوى عطاءهن ومشاريعهن؟
لا أجزم بكوني الأبرز لكن بالنسبة للمشاريع النسائية القائمة حاليا حقيقة قلما تجدين مشاريع مختلفة حوالي 70% منها تقليدية ومتشابهه البعض القليل أجدهم تبنوا فكر التغيير و التميز في اختيار تفاصيل مشروعها أو خدماتها والجميل أن عدداً متصاعداً منهن تبنوا فكر الإصرار والتحدي وقد تحدثت مع الكثيرات منهن خلال برامجنا التدريبية بالذات خلال برامج التدريب الفردي وأجدهن يعملن ويفكرن بعنوان “نحو درب النجاح بلا رجعة”.
برأيك ماهو الحل لمواجهة التردد والخوف من الفشل في مجال المشاريع؟
إن المغامرة المدروسة بدراسة جدوى واقعية واستطلاع مسبق للسوق وإضافة إلى إعداد خطط التشغيل، هي الطريقة السليمة لتحقيق أهدافهن في وقت قصير نسبياً وأيضا حقيقة مهمة جداً ان مشاريع القطاع الخاص بما يصاحبها من تنمية ودراسات ورعاية وطنية ورسمية هي “الترند القادم”التوجه القادم وهي الأكثر قدرة على تلبية تطلعات الفرد السعودي المادية بالفترة القادمه وهذا أحد توجهات الرؤية الوطنية 2030.
ما الاهم في نجاح المشروع هل توفر رأس مال او فكرة المشروع؟
رأس المال ليس وحده عامل كافٍ للنجاح فكم من أشخاص يستثمرون بمبلغ عال لكن من غير دراسة سليمة للمشروع فيفشل، لذا غالبا نقسم المشروع على مراحل عند التخطيط، يبدأ ببداية تدريجية لتتمكن السيدة من فهم السوق واكتساب الخبرة تدريجيا إلى أن يصل إلى مراحل أكبر كما أن جهات التمويل أصبحت متعددة لذا لم يعد رأس المال العائق الرئيسي وهناك من المشاريع أصبح بإمكانها البدء من المنزل والوصول للعملاء عبر الانترنت إلى أن تتوسع لتكون مشروع على أرض الواقع.
إذن هل فكرة المشروع هي الأهم؟
الفكرة وحدها لا تكفي للنجاح مالم يسبقها دراسة للسوق واستطلاع رأي الفئة المستهدفة، فقد تكون الفكرة ناجحة ومقبولة في مجتمع ما ولكنها غير مقبولة في مجتمع آخر، الخلاصة أن المشروع لاينجح بوجود عامل واحد بل عبر مجموعة عوامل.
برأيك ماهي الأخطاء المتكررة التي تقع فيها صاحبات المشاريع الجدد؟
هناك الكثير من الأخطاء المتكررة منها التسعير للمنتجات حيث تسعر بدون حساب كل التكاليف وبدون حساب المدة التي يستغرقها تنفيذ العمل فتجد نفسها تعمل بجهد لكن بدون أرباح وهذا الخطأ يقعن فيه إذا لم يتم دراسة الجدوى المالية للمشروع أيضا من الأخطاء عدم تحديد الفئة المستهدفة من العملاء وهذا يجعل التسويق عشوائي على سبيل المثال قد تعلن في العديد من الحسابات على الانستغرام ممن لديهم آلاف المتابعين لكن المتابعين ليسوا من الفئة المستهدفة فلا تستفيد من الاعلان وتخسر تكاليف الاعلان، ومن الأخطاء أيضاً عدم تحديد الخدمات الرئيسية للمشروع (key activity) فتجد نفسها مشتتة بين عدد كبير من المنتجات والخدمات مما يشتت المجهود ويقلل الأرباح، وغيرها من الأخطاء.
تواجه المشاريع عبر الانترنت مثل متاجر الانستغرام تحديا في بناء الثقة مع الزبون فكيف تتجاوز هذا التحدي؟
توجد عدة طرق لبناء الثقة منها توثيق متجر الانستغرام عبر تطبيق معروف المتاح من وزارة التجارة وهي خدمة مجانية أيضا يمكن للتاجرة استخدام التسويق المصدق على سبيل مثال الاستشهاد برأي عملاء معروفين أو عبر التطوع مع إحدى الجهات المعروفة والحصول على شهادة شكر أو عبر المشاركة في معارض على أرض الواقع وغيرها من الطرق التي تختلف حسب طبيعة المشروع .