
تعبتُ وأنا أسير على هامش الحياة أقطف وريقات الخريف الصفراء الذابلة تغص في حلقي كسرات الخبز اليابسة التي أمضغها وتعتصرني بجفافها وطعمها الرديء .
تعبتُ وأنا أُراجع دفاتري القديمة وكُتيباتي الحمراء التي تظللها أغبرة الزمن البعيد .
تعبتُ وأنا أُلملم أحلامي الخائفة داخل قارورة ضيقة قد تنكسر يوما وتضيع .
تعبتُ وأنا أحبس أنفاسي الثائرة وخطواتي البطيئة وأمنيات كانت في مخيلتي حائرة بحثاً عن أملٍ جديد .
تعبتُ وأنا أغوص البحار وأخاطب الشطاَن علني أجد لااَلئي المتناثرة على شفاه الساحل وبين حبيبات الرمال .
تعبتُ وأنا أنتظر الأمل يزورني يوماً ويفتح نافذة قلبي الى عالم قدسي بديع .
تعبتُ وأنا أُعاني أصداء نزواتي المدفونة وطيش الشباب الذي يئنُ تحت وطأة ماض سحيق .
تعبتُ وأنا أجر أذيال الخيبة ورائي بلا هدف بلا رحمة وأمتطي صهوة جواد لايتقن الصهيل.
تعبتُ وأنا أرثي حظي العاثر جرحي الغائر وأزهار ذابلة مستلقية على قارعة الطريق .
تعبتُ وأنا أغرق في شباك أوهامك وبحار أوزارك وربيع أيامي يودعني بلا عودة بلا بسمة بل خريف طويل .
تعبتُ وأنا أختبيء خلف ذاكرة الوجع تحاصرني قيود القوافي المهاجرة الى عالم غريب …