
مع ازدياد الوعي الصحي في المنطقة واستخدام الدواء بشكل آمن ، وتوفر الأدوية في القطاع الخاص أو الحكومي وكثرة مراجعة الأسر الصغيرة والكبيرة إلى العيادات الخارجية العامة أو التخصصية وصرف الكثير من الأدوية للمراجعين وتغيير خطة العلاج أو تقليل أو زيادة الأدوية للمرضى مما يؤدي إلى تراكم الكثير من الأدوية في المنزل دون الحاجة إليها ولو قمنا بإحصائية بسيطة لبعض المنازل لوجدنا كمية كبيرة من الأدوية المتراكمة التي من الممكن الإستفادة منها .
يا ترى .. ماهي الأساليب الصحيحة للتخلص من هذه الأدوية ؟؟ لأنه لو بقيت في المنزل قد يؤدي إلى استخدامها دون الرجوع إلى الطبيب أو يؤدي إلى استخدامها الخاطئ بعدم معرفة الجرعة المناسبة .. وقد تكون قريبة من متناول الأطفال ! وهذا يشكل خطرا عليهم – تتسائل الكثير من الأسر .. كيف يتم التخلص من الأدوية الصالحة التي لم تستخدم و المستخدم جزءا منها ؟!
مثل الأقراص ولايجدون إجابة على هذا السؤال ..
لأنه يجب التعرف على كل دواء و طريقة التخلص من المنتهي الصلاحية منها بشكل سليم بحسب المعايير الموضوع لذلك من قبل الشركة المصنعة للدواء او مراجعة هيئة الغذاء والدواء لان بعضها تعتمد على العمر الزمني للدواء بعد الفتح كالمراهم والقطرات والبخاخات التي يحدد عمرها لشهر واحد بعد الفتح اقل أو أكثر أما الشراب تعتمد على التخزين والحفظ حسب الشركة المصنعة والمضادات الحيوية فبعد إحلالها بالماء تبقى لمدة معينة كما هو محدد على علبة الدواء .وأما الأقراص والكبسولات فحسب التغليف ودرجة حرارة مكان الحفظ حيث توجد هناك معايير دقيقة لحفظ الأدوية في مكان جاف وبارد ودرجة حرارة وبرودة معينة وبعضها يتطلب حفظها في الثلاجة بشكل دائم مثل بعض ( حقن الأنسولين ) .. وكل ذلك تحدده الشركة المصنعة للدواء .
كيف نستفيد من الأدوية الصالحة ؟! يتساءل الكثير من الناس عن كيفية التخلص من الأدوية الصالحة و في الحقيقة .. هذا الموضوع يشكل معضلة كبيرة حيث أن بعض الناس يتصرفون بعشوائية في كيفية التخلص من هذه الأدوية فالبعض يحملها إلى المستوصفات والمستشفيات والمراكز العلاجية وترفض هذه الجهات استقبالها لعدم معرفتها لطريقة حفظ وتخزين هذه الأدوية والبعض الآخر يرمي أكياس الأدوية عند أبواب المستشفيات أو في الممرات والبعض يحملها إلى الجمعيات الخيرية فيضعها مع الملابس وغيرها وكل هذا نتيجة الجهل في كيفية التعامل مع هذه الأدوية لذا يتوجب علينا نشر الوعي في كيفية التعامل مع الأدوية من طريقة الاستخدام والحفظ وأخذ الحاجة من الأدوية الضرورية فقط .
لدينا مقترح قد يساعد في حل هذه المشكلة ونأمل أن يلفت هذا الإقتراح نظر من لديه اهتمام بالجانب الصحي : نقترح عمل جمعية خيرية على غرار جمعيات الإطعام أو جمعيات تأهيل الأجهزة الإلكترونية وغيرها .حيث تكون هذه الجمعيات قائمة على عاتق أبناء المجتمع من الشباب المتطوعين في الصحة والصيادلة وغيرهم ممن لديهم خبرة في مجال الأدوية .وأن يكون هناك مبنا مخصصا لهذا المشروع و أن يتكون من عدة أقسام تكون كالتالي :
القسم الأول : يحتوي هذا القسم على إدارة المركز و التي تتواصل مع الجهات ذات العلاقة و تتابع أخبار الأدوية من التحذيرات أو إيقاف استعمال بعض الأدوية طبيا وتتواصل مع المراكز العلاجية والجمعيات الخيرية وجمعيات الإغاثة وغيرها وتكون بها إدارة إعلامية تعمل على النشرات التوعوية والأفلام ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الأخرى .كما لا يخفى علينا دور الطب المنزلي وما يقوم به من رعاية المرضى بالمنزل وهذا يتطلب دور تثقيفي ورعاية صحية وخصوصا مع الأدوية وكيفية التعامل من حفظ واستخدام وتخزين بالشكل الصحيح حسب معايير الشركة المصنعة للدواء والإشراف من فريق الطب المنزلي في حالة زيادة أو تغيير العلاج أو حالة الوفاة إذا تم عمل عقد شراكة استراتيجية في نقل الأدوية للمركز المقترح.
القسم الثاني : يكون هذا القسم مجهزا ببرامج دوائية وعدد من الصيادلة يستقبلون المراجع الحامل للأدوية ويقومون بتعبئة استمارة باسم الدواء والشكل الصيدلاني له ونسبة التركيز و تاريخ الإنتاج والانتهاء ورقم التشغيلة والاستفسار عن مصدر هذه الأدوية إن كان من وزارة الصحة أو القطاع الخاص أو تم شراؤها من الصيدلية أو من المواقع الإلكترونية وكيفية حفظ وتخزين هذه الأدوية .وبعد التأكد من كل ذلك يتم أخذ الأدوية الصالحة من حاملها بعد تسجيل المعلومات عنه كإسمه ورقم السجل المدني ورقم الهاتف المنزل والجوال وبريده الإلكتروني وعنوان سكنه وغيرها ويؤخذ توقيعه على هذه الاستمارة .وإن كانت هذه الأدوية غير صالحة ترد إلى صاحبها و يتم إعطاؤه نشرة توعوية بكيفية حفظ وتخزين الأدوية وكيفية التخلص من التالف منها .
القسم الثالث : ويتكون من مستودعات وفيها عدة صيادلة تهتم بالأدوية التي تصلها من القسم الثاني و يحتوي هذا القسم على ثلاجات ودواليب مناسبة لتخزين الأدوية حسب معايير الجودة ويتم ترقيم و تصنيف هذه الأدوية ولذلك لسهولة الوصول إليها وقسم التغليف وإعداد ملصق وعبوات مناسبة لكل دواء وتدار هذه العملية بالحاسب الآلي .
القسم الرابع : في هذا القسم يتم صرف الدواء لمن يحتاجه ولا يكون ذلك بوصفة طبية صادرة من الجهات الحكومية أو الخاصة أو بأوراق طبية تثبت حاجة المريض لهذا الدواء وفي حال عدم توفر الدواء يتم أخذ اسم المراجع ورقمه للتواصل معه عند توفير الدواء المطلوب ويجب تزويد هذا القسم بشاشات لعرض البرامج التوعوية وكيفية استهلاك الدواء والمحافظة عليه ومنشورات توعوية تعطى لمراجعي هذا القسم .
إن فكرة إعداد هذا المركز تحتاج إلى التالي :
أولا : تحتاج إلى من يتبنى هذه الفكرة من رجال الأعمال والمتطوعين من الصيادلة والكادر الطبي والجهات الخيرية الأخرى في هذا الوطن الكريم .
ثانيا :بعد إعداد دراسة دقيقة لهذا المشروع توضح أهدافه والرأي ورسالته ووضع آلية للعمل به تعرض على وزارة الصحة لتقييمه وإصدار الموافقة على العمل به .
ثالثا :أخذ المواقفة من هيئة الغذاء و الدواء وذلك للمساعدة في تطبيق هذه الفكرة و وضع آلية لها وطريقة الحفاظ ونقل هذه الأدوية بالشكل المناسب وصرفها والاستفاده منها ومتابعة ذلك .
كلنا نعرف ما للدواء من أهمية و قيمة مادية كبيرة فيجب علينا أن نحافظ على هذه الأدوية و نحسن استخدامها وذلك للوقاية من الأمراض ومن سوء استخدام هذه الأدوية . نحن لا ننكر أننا بفضل الله نعيش حالة من الرخاء والأمن الدوائي حيث يتم صرف الأدوية بالمجان لمراجعي وزارة الصحة ويتم صرف الأدوية عن طريق التأمين الصحي للقطاع الخاص ولكن ذلك لا يمنع من الاستفادة من الأدوية الزائدة عن الحاجة .
فني صيدلي بمجمع الدمام الطبي
1 ping