
ضمن اهتمامها الفكري بفئة الشباب وتوظيفها لمهاراتها التدريبية، تواصل الأستاذة رجاء البوعلي نشاطها الاجتماعي الموجه لشريحة الشباب، بتقديم ندوة حوارية بعنوان “الفتاة القارئة: مشروع التغيير القادم” في جمعية الرميلة الخيرية بالأحساء، وذلك مساء الخميس 10 أغسطس 2017.
افتتحت حوارها بالحديث عن القراءة كمبدأ نزلت فيه آية صريحة ومباشرة بقوله تعالى: ” اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ “، ودعت للتساؤل حول صيغة الأمر في الآية، والتي تُدلل على أهمية القراءة في استكشاف مالم يعلمه الإنسان بقوله تعالى “عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ “.
افتتحت حوارها بسؤال وجهته لـ ٢٩ فتاة؛ لماذا نحتاج التغيير في حياتنا؟ وعبر الإجابات، ربطت أثر القراءة – كممارسة تتنامى لدى الإنسان – على التغيير الشامل الذي قد يبدأ ولا ينتهي. وذكرت بأن القراءة تعتبر إحدى وسائل التغيير ولكنها ليست الوحيدة، فعدد الأشخاص الذين يلتقيهم القارئ عند دخول المكتبة قد يفوق عدد من لقيهم على أرض الواقع طيلة حياته! واعتبرت هذه السمة ميزة فريدة تمنحها المكتبة لمرتاديها، فالقارئ أمام كم هائل ومتنوع من المجالات وله حرية الاختيار والاقتناء بحسب الحاجة والاهتمام.
“القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة لأنها تزيد هذه الحياة عمقاً” بقول عباس العقاد، انتقلت البوعلي للحديث حول مميزات القراءة وآفاقها الرحبة التي تفتحها، ودعت الفتيات لقراءة السير الذاتية لاسيما للشخصيات الشهيرة في مختلف المجالات، وقالت: أن الكثير من المشاهير لا نعرف عنهم سوى السطح الذي يعرفه الجمهور العام وهو غالبا لا يفيدنا بشيء، بينما نغفل عن قراءة مراحل حياتهم الشخصية والتي تحمل كثير من الدروس والمعاناة و القفز على العقبات رغبةً في بلوغ الهدف.
وعّرفت الفتيات على بعض الكُتب والروايات التي تفتح لهنّ بوابة الزمن، ليعدنّ بقراءتهن للماضي فيعرفن شيئاً من التاريخ والاجتماع، ويعشنّ الزمن المعاصر بقراءة بعض الأعمال التي قد تشبع احتياجاتهن النفسية والفكرية.
وحول تطوير الذات وصقل المهارات الشخصية، طرحت بعض الكُتب والأفكار التي قد تُنزل آثارها على الإنسان بالبناء والتأهيل، ورأت أن الإنسان بحاجة للتغيير الجاد على المستوى الشخصي، وتعلم كيفية التعامل مع الشخصيات المختلفة، والكتب في هذا المجال قد تكون فاتحة لهذا التغيير.
واعتبرت أن قراءة الكتب تُغني الفرد عن كثير من الاستشارات التي قد يحتاجها أثناء مواجهته للصعاب، فهناك كتبا كثيرة تستعرض أنماط الشخصيات السهلة والصعبة و قد يجد القارئ فيها ضالته ليتعرف على أساليب التعامل مع شخصيات صعبة قد يكون مضطراُ للعيش معها.
وقدمت لفتة سهلة ممتنعة بقولها: ” قد تشعر في لحظة ما أن لا أحد يفهمك ممن حولك، فلا تجد إلا الكتاب، يستطيع فهمك”! من هنا حثت الفتيات على تحديد مواطن الضعف والنقص في ذواتهن، واقتناء كتبا تعالج هذا القصور و تساعدهن في النهوض مرة أخرى، باعتبار المحيط قد لا يكون مهتماً بك، وقد يكون مهتماً ولكنه لا يعرف مابك وماهو علاجك!
وناقشت البوعلي مفهوم القراءة الناقدة، واعتبرتها بذرة لدى الإنسان، يظهر أثرها على مظهره الخارجي بعد أن تمتد جذورها كأفكار وقناعات باطنية ترسو مع الزمن.
كاتبة ومُدربة، عُرفت باهتمامها بفئة المراهقين والشباب، تُقدم أطروحاتها الجادة مباشرة ولا تنفك حواراتها عن البشاشة، تختم بقول: ” عندما تسوء حالتي النفسية وتصل للقاع، اقرأ كتاباً ينتشلني، هكذا أتقوى وأعيش”.