
اللعب هو الوسيلة التي يفرغ فيها ابناؤنا طاقتهم السلبية وهو العالم الذي يستعيدون فيه طاقتهم وحيويتهم الفكرية والنفسية وتعد لحظات اللعب هي الشاحن الذي يملئ قلب الابناء بالفرح والاستجمام.ولكن ماذا لو تحول اللعب من وسيلة للترفيه الى آلة لحصد الارواح وبوابة الى عالم الانتحار خاصة بين شريحة المراهقين من الجنسين والاطفال.
وهذا ما تحدث عنه البروفيسور الروسي جنكلايد كلارك وهو طبيب نفسيا اجرى دراسة لأسباب الانتحار التي انتشرت في عصرنا كانتشار النار في الهشيم .فكانت الفاجعة بان هناك من اطلق في عالم الاجهزة الالكترونية لعبة اسماها بلعبة الحوت الازرق blue whale game وهي لعبة اخترعها طالب جامعي فيليب بوديكين العشريني حيث استوحى فكرتها من انتحار الحيتان ومدتها خمسون يوما فقط .
وقد أوضح البروفيسور كلارك بانها لعبة تعتمد على برمجة دماغ اللاعبين الذين هم عادة من الشباب والفتيات خاصة من يعانون من الخوف فوبيا التجربة حيث تكلفهم بمهمات معينة مثل الاستيقاظ بساعات غريبة من الليل ومشاهدة افلام رعب وايذاء الجسم بالمشرط في اماكن مختلفة ورسم وشم الحوت الازرق على معصم اليد بالمشرط وبعد ان تستنزف قواهم العقلية والجسدية تختم مهماتها بطلب الانتحار.
وبعد القاء القبض على مخترع اللعبة فيليب سألوه عن اسباب اختراعه اجاب بانه يعتنق فكرة تطهير الارض من الاغبياء والضعفاء الذين أطلق عليهم مسمى القمامة البيولوجية. وتقليل عدد البشر الذين يزحمون الكون بوجودهم.وهي لعبة تتسبب في تدهور الحالة الاجتماعية والنفسية للفرد وتجعله يعيش حالة من الاكتئاب بحجة التخلص من المخاوف النفسية ومواجهتها بشجاعة
وتعاني اليوم روسيا من 130 حالة انتحار خلال شهر وقد ندد العلماء التربويين والاطباء النفسيين بضرورة وضع برامج مراقبة إلكترونية للاجهزة للتصدي لمثل هذه الالعاب وضرورة وضع عقوبات صارمة لكل من تسول له نفسه الحق الاذى بالنفس الانسانية وحث الاهل على مراقبة الابناء في تصرفاتهم وانشاء اندية يمارسون فيها هوايتهم ويتخلصون من مرض الفراغ الذي يهدد حياتهم .
وعلى الصعيد الخليجي تحدث احد الآباء(م..ن)بأن الابناء يعانون في زماننا الحالي من تداخل الثقافات المختلفة من خلال برامج السوشيل ميديا ذات النطاق المفتوح وان الشباب أصبح مفتون بحب التجربة والتحدي مما يجعله لقمة سهلة لأمثال فيليب وغيره ذوي النفوس المضطربة لذا يأمل(م.ن) بأطلاق حملات توعية ذات اسلوب تربوي لتبصرة الشباب بخطورة هذه البرامج.
واشارت أم جاسم بقولها : بأننا كأهالي يجب ان نخصص من أوقاتنا لحظات نتطلع فيها على افكار الشباب ونشاركهم همومهم ونتعرف على مخاوفهم حتى يشعرون بانهم شريحة مهمة ولا ينساقون الى هذه الطرق الملتوية خاصة وان الاجازة اصبحت طويلة فلابد من عمل دراسة تستثمر طاقة الشباب والفتيات الذين هم رواد مستقبل الوطن بينما يقول جابر : فقد وجه صوته الى هيئة رعاية الشباب بتكثيف برامج دعم مواهب الشباب وضرورة ايجاد فرص عملية تشغل أوقات فراغهم .